الفرق بين الفقير وبين المسكين
  غَثّ رَثّ» أي سخيف. اهـ المراد.
  وهو هذا تعليق مسلوب التوفيق، نقلوا له عن اللغة، فقال: لا يمكن تصحيح النقل!
  ثم لم يأت عن اللغة بما تسكن النفس إليه، ثم أنكر أن للغني والفقير حقيقة لغوية أو شرعية أو عرفية، وكأن الناس ليس عندهم كتب اللغة وأنهم سيقلدونه في تلفيقه الذي لا يستند إلى ركن رشيد! ثم يعترف بأن النبي ÷ قد قرّر حقيقة الغني وأنه من ملك النصاب ومنه يؤخذ حقيقة الفقير، ولم يرجع في بحثه إلى إمام من أئمة الشريعة رغم حصول الخلاف على أيّهم أسوأ حالاً: الفقير أو المسكين؟ ولا رجع إلى كتاب من كتب اللغة ولا إلى إمام من أئمة اللغة، وإنما كما كان يقول شيخنا محمد البهلولي | عنه: «إنه حاطب ليل» اهـ.
  وقد شنّ الغارة على من قال في حقيقة الفقير والمسكين برأيه وأنه لا يجوز حمل كتاب الله على رأي محض.
  وفي آخر البحث يدلي برأيه وقد خلع عذار الحياء ولم يستح من رسول الله الذي قرر حقيقة الغني والفقير، ولا من علماء اللغة، ولَا من أئمة أهل البيت، فيقول: «إن ما قرره يتحتم المصير إليه» اهـ!.
  يعلم الله ما قالها(١) ابن عباس وهو حبر الأمة والمدعوّ له من رسول الله ÷ بأن يفقهه في الدين ويعلّمه التأويل، ولا قالها باب مدينة علم المصطفى وقد قال فيه ÷: «أقضاكم علي» ولقد عرض الإمام مالك كتابه «الموطأ» على المنصور الدوانيقي فقبله وقال: احمل الناس عليه - يعني أوجب عليهم العمل به - فقال مالك بن أنس: (لا، عند الناس ما ليس عندي) اهـ، ولقد صدق أمير المؤمنين علي #: «المرء مخبوء تحت لسانه والقلم هو أحد اللسانين»، وقال كلمته التي وقف أمامها أرباب البلاغة من الجاحظ وغيره وقالوا: هي من المفردات التي لا تجري إلا على ألسنة أرباب البلاغة: [قيمة الإنسان
(١) أي مقولة الشوكاني: «والمصير إلى ما قررناه متحتم». تمت شيخنا.