حتى جعل العلة الدافعة لزين العابدين ويحيى بن الحسين @ هي التشهي ومحض الرأي، بلا حياء منه ولا خجل، كأنه من ملة أخرى لا حظ له إلا مهاجمة أعلام ملة الإسلام، حقداً عليهم على من حفظها وحماها وأين التشهي من زين العابدين؟! (قبّح الله مَن رماه بهذا) فلقد أوجَع القلوب وآذى، وأين التشهي من الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الذي كان يقول: (إن هي إلا سيرة علي وإلا فالنار)؟! قد رددتُ على جهله على زين العابدين (بأبي وبي بل بالخلائق كلها) فقلتُ الأبيات التالية:

  سيّدَ الآلِ هَجَاهُ ... عابدٌ فينا هَوَاهُ

  ورَمَاه بالتَّشهِّي ... حِينما غابَ نُهَاهُ

  أغضبَ المختارَ حقاً ... وتمادَى في عَمَاهُ

  ونَسِيْ كي⁣^(⁣١) تخلفوني؟ ... حين يدعوني الإلهُ

  ودُّهم أَجْريَ للتبْـ ... ـلِيغِ لا أَرْجُو سواهُ

  وأكتفي بالرد عن الإمام الهادي يحيى # بأبيات قالها محب لآل بيت رسول الله ÷ ردّاً على غويّ سبّ يحيى بن عبد الله بن الحسن $.

  أفرغ الملعون في ... آل رسول الله حقده

  وغدا يشتم يحيى ... في كتاب قد أعده

  وهو لا يشتم يحيى ... إنما يشتم جده

  قل له يبلغ في ... آل رسول الله جهده

  قد علمنا أن من يبغضـ ... ـهم ليس لِرَشْدَة⁣^(⁣٢)

(١) قال في «مغني اللبيب» في تفسير المفردات ما لفظه: (كي) على ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون اسماً مختصراً من «كيف» كقوله:

كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ... قتلاكمُ ولظى الهيجاء تضطرمُ؟

أراد: كيف تجنحون؟ فحذف الفاء. اهـ المراد.

(٢) رِشْدَة [مثل جِلْسَة] وهو مقابل غِيَّة يقال: «فلان ابنُ رِشْدةٍ» أي ابن أبيه، و «فلان ابن غِيَّةٍ» أي ابن فجور. تمت شيخنا.