الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

القيء لا يفسد الصيام ولو عمدا

صفحة 39 - الجزء 2

  آخر ما قاله؛ فكلام ليس بالطائل؛ فإن المراد استقاء: تعمد القيء، كما صرح به أهل العلم، ومما يقوي ما رجحناه من الجمع حكاية ابن المنذر؛ للإجماع على أن تعمد القيء يفسد الصيام» اهـ كلامه.

  أقول: رَجَع الذي لم يعرف المعنى اللغوي ولا عوَّل عليه ينتقدُ مَن عَرَفه وعول عليه! وهكذا إذا اختلت الموازين، السين والتاء بإجماع النَّحْوِيِّينَ والصرفيين تُزاد في الفعل؛ لمعنى الاستدعاء أو الطلب؛ فتقول في خرج: استخرج الشيء، أي طلب خروجه. وفي فتح: استفتحَ أي دَعَا مَن يفتح له. وهذان الحرفان زائدان في مثل هذا المقام بالإجماع، ولهذا فإنك إذا وزنت الكلمة عبَّرت عنهما بلفظهما، فتقول في وزن (استخرج): استفْعَلَ.

  ويحذفان عن الجمع، قال في ألفية ابن مالك:

  والسينُ والتا مِن كمستدع أَزِلْ ... إذْ بِبِنَا الجمع بقاهما مُخِل

  فتقول: مُشْفَيَات في مع مستشفى؛ فالقاضي يجادل وهو جاهل، كمن تنافس الحالية⁣(⁣١) وهي عاطل⁣(⁣٢)، وفي فقه اللغة للثعالبي ص ٥١٩ ما لفظه: (فصل في التاءات): ومنها ما يزاد في الفعل في نحو تفعَّلَ وتفاعَلَ وافتعَلَ واستفعَلَ، وفي ص ٥٢٠ ما لفظه: (فصل في السينات): السين تزاد في «استفعل»، ويقال للتي في استهدى واستوهبَ واستعظمَ واستسقى: سين السؤال ... إلخ. اهـ المراد.


(١) التي تلبس الحلِيَّ.

(٢) العاطل: التي ليس عليها حِلْيةٌ.