الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

طواف الزيارة ركن من أركان الحج

صفحة 120 - الجزء 2

  {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق}» اهـ كلامه!

  وقال أيضاً في (الجرار) ج ٢ ص ١٨٦ ما لفظه: وأما طواف الزيارة فقد قدمنا نقل الإجماع على أنه ركن من أركان الحج يفوت بفواته، ولا يصح إلا به. اهـ كلامه من (جراره).

  وتعجبًا من هذا التناقض الشوكاني قلتُ:

  وحاكم يقضي كما شاء الهوى ... إن شاء لم يقصد وإن شا لَوَى

  حكمانِ في حادثةٍ ليسا سَوَا ... دَافِعُهُ ما في الفؤاد من دَوَى

  ما عُذره يوم غَدٍ في الساهرة ... ما قوله إذا يُلاقِي طائِرَه

  يا ويح مَنْ مَرْكَبُهُ مَحْضُ الهَوَى ... مُسَوِّدًا لوجهه بما رَوَى

  وهأنا قد نقلت لك الشوكاني يكذّب الشوكاني، {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} وهكذا شأن كل من لم يتمكن الحق من قلبه، وكان بعيدًا عن مخافة ربه، يزيغ عن الحق قلمه، يناقض بعضُه بعضًا، ويأكل بعضُه بعضًا، ولعمر الله لو صدر هذا عن إمام من أئمتنا - وحاشاهم - لجعلهم الشوكاني حديث القاصي والداني، ولَمَلأ الصفحات من اللَّفَحَات، ولقال: «هؤلاء أئمة ضلال لا هُدَى، لا يجوز أن تكتسب كتبُهم، ولا أن تسمى كتبَ هداية، ولا يستحق أحد منهم أن يسمى إماماً» اهـ!

  ونحن مع هذه الإدانة سنقول: نعم إذا صدر منهم هذا كانوا حقيقين بهذا اللقب {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلا}.