الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الشوكاني يرد على الشوكاني

صفحة 148 - الجزء 2

  ولو جاء أحد أئمتنا بمثل هذا - والعياذ بالله - من المخالف للهدى وإجماع الأمة مضافًا إلى تناقضه وتهافته، لهجرنا كتبه طوال الليالي والأيام.

  ثم قال: «وأما استدلال المصنف بقوله ÷: «الصلاة ليست هاهنا، الصلاة أمامك» على أنها لا تجزي - أي صلاة العشاءين في غير الموضع المذكور - مزدلفة - فهذا على فرض ثبوته لا يفيد عدم الإجزاء ... إلخ» اهـ كلامه.

  أقول: إليك ما في (أصول الأحكام) ج ١ ص ٣٥٩ ولفظه: خبر: وعن أسامة قال: أفضت مع رسول الله من عرفات، فلما كان ببعض الطريق قلت: الصلاة؟، قال: «الصلاة أمامك»⁣(⁣١)، خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # أنه جمع بين المغرب والعشاء بجَمْعٍ⁣(⁣٢)، وأنه قال: (لا يصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بجَمْعٍ). دل على وجوب الجمع بين الصلاتين بجمع. اهـ المراد.

  وفي البخاري ج ١ ص ٢٤٠ عن أسامة بن زيد قال: دفع رسول الله من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال، ثم توضأ، ولم يُسبغ الوضوء، فقلت: الصلاة يا رسول الله؟ فقال: «الصلاة أمامك»⁣(⁣٣) فركب، فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء، فصلى ولم يصل بينهما. اهـ المراد.

  قال في (نصب الراية) ص ١٧٦: «الصلاة أمامك»: معناه وقت الصلاة، وهذا إشارة إلى أن التأخير واجب، وإنما وجب ليمكنه الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة، فكان عليه الإعادة ما لم يطلع الفجر؛ ليصير جامعًا بينهما. اهـ المراد.


(١) شرح التجريد، والبخاري رقم ١٥٨٨، ومسلم رقم ١٣٨٠، والنسائي رقم ٣٠٢٥، وابن ماجة رقم ٣٠١٩، والبيهقي، وأحمد رقم ٢١٨٠١.

(٢) جمع: اسم للمزدلفة، سميت بذلك؛ لأنه يجمع فيها بين المغرب والعشاء.

(٣) الموطأ، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن النسائي، سنن ابن ماجة، مسند أحمد، مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى، المعجم الأوسط، سنن الدارمي، مسند أبي يعلى، صحيح ابن حبان، صحيح ابن خزيمة، مسند البزار، كنز العمال، نصب الراية.