فضل زيارة قبر النبي ÷
  ومن (شرح فتح القدير) للعالم الحنفي ابن الهمام ج ٣ ص ٩٤ ما لفظه: المقصد الثالث: زيارة قبر النبي ÷، قال مشائخنا - رحمهم الله -: من أفضل المندوبات. وفي مناسك الفارسي، وشرح المختار: أنها قريبة من الوجوب لمن له سعة، وروى الدارقطني، والبزار عنه ÷: «من زار قبري وجبت له شفاعتي».
  وأخرج الدارقطني عنه ÷: «من جاءني زائرًا لا تُعْمِلُه(١) حاجة إلا زيارتي كان حقًّا عليَّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة»، وأخرج الدارقطني أيضا: «من حج وزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي».
  هذا والحج إن كان فرضًا فالأحسن أن يبدأ به، ثم يثني بالزيارة، وإن كان تطوعًا كان بالخيار. اهـ المراد.
  وفيه كلام نفيس، إلا أنه قد أطال النَّفس. يدل على شدة محبته لرسول الله. ثم قال ما لفظه: ويقول الزائر: عليك يا رسول الله السلام، وعليك يا خير خلق الله السلام، يا خِيرَةَ الله من جميع خلقه السلام، عليك يا حبيب الله السلام، عليك يا سيد ولد آدم السلام، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته يا رسول الله، إني أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، أشهد أنك يا رسول الله قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغمة، فجزاك الله عنا خيراً، جازاك الله عنا أفضل ما جازى نبياً عن أمته، اللهم أعط سيدنا عبدك ورسولك محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وأنزله المنزل المقرب عندك، إنك سبحانك ذو الفضل العظيم. ويسأل الله تعالى حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه عليه وآله الصلاة والسلام، وأعظم المسائل، وأهمها سؤال حسن الخاتمة والرضوان والمغفرة، ثم يسأل النبي ÷ الشفاعة فيقول: يا رسول الله أسألك الشفاعة، وأتوسل بك إلى الله في أن أموت مسلما على ملتك وسنتك. اهـ المراد.
(١) أي لا تُوصِلُه.