(باب) صلاة الكسوف والخسوف
  فائدة: ±قال(١) أبو العباس: ويكره عند أئمة الآل النوم بعد صلاة الفجر(٢) إلى طلوع الشمس، وبعد
(١) وعن النبي ÷: «من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» وعنه ÷: «لا يترك العبادة في هذه الليلة إلا منافق أو من لا يكون له نصيب من رحمة الله تعالى»، وأما ما روي فيها من الصلاة فروي عن النبي ÷ أنه قال: «من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف «قل هو الله أحد» لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله تعالى، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان، وثلاثون يستغفرون له آناء الليل والنهار، وعشرة يكيدون من كاده». وفي بعض الروايات: «في كل ركعة عشراً». (إرشاد عنسي ¦). ومن فضائلها ما ذكره في الكشاف في تفسير: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١} الذي ذكره في الكشاف إنما هو في فضائل ليلة القدر، لا في ليلة النصف من شعبان. وإنما ذكره في أول سورة الدخان على قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان: ٣]. وليلة النصف من شعبان تسمى ليلة الصك، وهي ليلة يغفر الله تعالى فيها أكثر من شعر غنم بني كلب. (من عجائب المخلوقات). قال في الكشاف: ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة الرحمة. وعنه ÷: «إن الله يرحم من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب»، وقال ÷: «إن الله يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة، إلا لكاهن أو ساحر أو مشاحن[١] أو مدمن خمر أو عاق للوالدين أو مصر على الزنا». (كشاف). ومن عادة الله تعالى في هذه الليلة أن يزيد فيها ماء زمزم زيادة ظاهرة. (كشاف).
(٢) لما روي عنه ÷ أنه مر بفاطمة وهي نائمة بعد الفجر فحركها برجله ÷ وقال لها: «قومي شاهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، إن الله يقسم رزق العباد من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس». (لمعة). قيل: يؤخذ من هذا جواز تنبيه النائم للمصالح التي ليست بواجبة، وأما الواجبة كخشية فوت الصلاة فقال المنصور بالله: إن ذلك واجب، وإليه أشار المؤيد بالله. (نجري). قلت: في إيقاظ النائم± يصلي دقة إن لم يكن عليه نص أو إجماع؛ لأن النائم في نومه غير مكلف بالصلاة.
=
[١] المشاحن: المضاغن، والشحناء: الضغينة. (كشاف).