(فصل): [في ذكر حكم المهر في صحة التسمية وما يوجب استقراره وما يتعلق بذلك]
  والشباب والجمال، والبكورة، والبلد، والعقل، والمال(١)، فيكون لها مثل مهر نظيرتها في هذه الصفات، ذكر معنى ذلك أبو العباس.
  قال الفقيه محمد بن سليمان والفقيه يحيى البحيبح: هذا إذا اختلفت´ العادة بهذه الصفات، وهذا غير ثابت في جهاتنا، وإنما يعتبرون المنصب والبكارة والثيوبة، فينقصون في حق الثيب. وعن الإمام يحيى: لا عبرة بالعرف، بل مهر الحسناء لا يساوي مهر الشوهاء(٢).
(*) قال الشاعر:
جمال ومال والشباب ومنصب ... كذا بلدة ثم البكارة والعقل
ولبعضهم:
جمال ومال مع شباب وبلدة ... كذا منصب ثم البكارة والعقل
وزيد عليه الصغر والكبر والتقى ... كذا صنعة والرأي تم به الثقل
وأثنى عليه الحسن والجود والسخى ... فهذي صفات الحسن أحرزها العدل
قال #: وهي النسب، والجمال، والعقل، والدين، والأدب، والصغر، والبكارة، واليسار، والصناعة، وحسن التدبير في المعيشة، وطيبها. فالنسب لأن مهر الفاطمية ليس مثل مهر الهاشمية، والهاشمية ليست كالقرشية، ولا القرشية كالعربية. والجمال لتأثيره في حسن الاستمتاع ولذة الوقاع، وهو المقصود في النكاح، فإن الزوج أول ما يسأل عن الجمال. والعقل لأن مهر العاقلة ليس مثل مهر المجنونة. والأدب لأن له مدخلاً في المحبة ودوام العشرة. والصغر لأن مهر الشابة ليس كمهر العجوز. والبكارة كذلك، ولهذا وصف الله الحور العين بأنهن أبكار، لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان. والدين لأنه العمدة، ولأن النبي ÷ قال: «عليك بذات الدين تربت يداك»، ولتحفظ ماء الزوج؛ ولهذا قال رجل لرسول الله ÷: «إن امرأتي لا ترد يد لامس؟» فقال: «طلقها». واليسار لأن المال محبوب. والصناعة لأنها تزيدها علواً ورغبة، نحو أن تكون تدرك التطريز العالي أو نحوه. وحسن التدبير في المعيشة لأن ذلك مقصود عظيم لأكثر الرجال، بل ربما بعضهم يعول عليه، ولا يعول على الوطء والاستمتاع. (بستان).
(١) والدين والصناعة. (بستان).
(٢) وهو مفهوم الأزهار.