شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(كتاب الشركة)

صفحة 400 - الجزء 6

(كتاب الشركة(⁣١))

  الشركة بكسر الشين: اسم للاشتراك، وبضمها: اسم للشيء المشترك، يقال: له فيه شركة، أي: نصيب.

  والأصل فيها من الكتاب قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا⁣(⁣٢) أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}⁣[الأنفال ٤٠] فأثبت الاشتراك.

  ومن السنة قوله ÷: «يد الله⁣(⁣٣) مع الشريكين ما لم يتخاونا»⁣(⁣٤).

  والإجماع ظاهر.

  و (هي نوعان) الأول: (في المكاسب) نحو: ما يكتسبه الشخصان من تجارة أو صناعة (و) النوع الثاني: في (الأملاك) نحو أن يشترك الشخصان فيما يملكانه.


(١) قيل: إن رجلين كانا على عهد رسول الله ÷ مشتركين في طعام، وكان أحدهما مواظباً على الوقوف في المسجد، وأحدهما على التجارة، فلما أرادا قسمة الربح قال المواظب على التجارة: فضلني في الربح؛ فإني كنت مواظباً على التجارة، فقال ÷: «إنما كنت ترزق بمواظبة صاحبك على المسجد». (هاجري)، ومثله في الصعيتري. [وهذا دليل في العنان].

(*) قال في البحر: والشركة إما في العين ومنفعتها كالأراضي، أو أحدهما كالموصى بخدمته، وكالوقف على جماعة. أو في الحقوق، كالرد بالعيب، والطريق، والمسيل، والرهن. أو في حق بدني، كالقصاص، وحد القذف. (بحر).

(٢) ولو قال: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ١٥٥}⁣[الشعراء] لكان أولى في الاستدلال.

(٣) أي: بركته ونعمته.

(٤) أو ينويا التخاون.

(*) وعنه ÷: «يقول الله: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه». قوله: «أنا ثالث الشريكين» معناه: أنا معهما بالحفظ والرعاية، فأمدهما بالمعونة في أموالهما، وأنزل البركة في تجارتهما، فإذا وقعت بينهما الخيانة رفعت عنهما البركة والإعانة، وهو معنى: «خرجت من بينهما». (مستعذب شرح المهذب).

(*) تمامه: «فإذا تخاونا محقت تجارتهما». (تخريج بحر).