شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(باب اللباس)

صفحة 254 - الجزء 8

(باب اللباس(⁣١))

  يدل عليه من الكتاب قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي⁣(⁣٢) سَوْآتِكُمْ}⁣(⁣٣) [الأعراف ٢٦].

  ومن السنة قوله ÷: «خير لباسكم البياض». والإجماع على وجوب ستر العورة⁣(⁣٤) ظاهر.


(١) قال في الشفاء ما لفظه: خبر: وعن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق، عن أبيه عن جده عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتزين لهم ويتجمل»، ويعضده قول الله: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف ٣١]، وقوله عز قائلاً: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}⁣[الضحى]، فاقتضى الخبر أنه يستحب للرجل والمرأة التجمل بالجيد من الثياب، وليس ذلك بسرف، وإنما السرف الإنفاق في المعصية. واقتضت الآية الأولى استحباب ذلك أيضاً؛ لأن الإجماع منعقد على أن التزين غير واجب، فدل على استحبابه. ودلت الآية الثانية على أنه يجب إظهار نعمة الله على عبده، وذلك يعم القول والفعل، فيجب عليه إظهارها بقوله ولبسه ونحو ذلك مما يقع به الظهور. (بلفظه).

(*) مسألة° فيما يستحب للرجل لبسه: ويستحب للرجل التجمل بالجيد النظيف من الثياب، والبياض أفضل، قال المؤيد بالله: ويكون من± الوسط الذي لا يلام لابسه لجودته ولا لرداءته.

فرع: ° والسنة في الإزار والقميص أن يكون إلى نصف الساق، ولا بأس بالزيادة إلى ظهر القدم، ذكره في الأحكام، وما نزل عنه فمنهي عنه، إلا في حال الصلاة فيجوز، ويكره إلى الأرض، ذكره أصحاب الشافعي. (بيان).

(٢) أي: يستر.

(٣) قوله تعالى: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى}⁣[الأعراف ٢٦] الريش: لباس الزينة، استعير من ريش الطائر؛ لأنه لباسه وزينته، أي: أنزلنا عليكم لباسين: لباساً يواري سواءتكم، ولباساً يزينكم؛ لأن الزينة غرض صحيح، كما قال تعالى: {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}⁣[النحل: ٨]، {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ}⁣[النحل: ٦]. (كشاف).

(*) والسوءة: العورة، وتسميتها سوأة لأنها تسوء من يراها.

(٤) في الصلاة.