(باب اللباس)
  الشيب فيجوز، وتركه أفضل؛ لقوله ÷: «الشيب نور، فمن شاء أن يطفيه فليطفئه».
  وحاصل الكلام± في خضاب اليدين والرجلين من الذكر المكلف أن نقول: لا يخلو إما أن يفعله لحاجة إليه من منفعة أو دفع مضرة أو لا، إن فعله لحاجة فلا خلاف في جوازه(١)، وإن فعله لمجرد الزينة فالمذهب تحريمه¹؛ لأنه مختص بالنساء.
(*) مسألة: ± والخضاب للنساء مندوب، وأما للرجال البالغين فإن كان لحاجة جاز، وإن كان لغير حاجة فقال أبو مضر وأبو علي والفقيه يحيى البحيبح: لا يجوز±؛ لأن فيه تشبهاً بالنساء. (بيان بلفظه).
(*) فأما خضب الشيب فيجوز، وتركه أفضل عندنا، وظاهر فعل السلف جواز خضبه بالكتم[١] ونحوه، ومنعه في معالم السنن والفقيه علي وأحد كلامي الانتصار؛ لقوله ÷: «اخضبوا، واجتنبوا السواد»، وقد تأوله مولانا #[٢]. وقال في الانتصار: أول من خضب بالسواد فرعون. (نجري).
(*) خبر: روي أنه لم يشب من ولد آدم قبل إبراهيم # أحد، وكان يلتبس على الناس بولده إسحاق لكثرة شبهه به، فلما وقع فيه الشيب فرق الناس بينهما به، وروي أنه لما رأى الشيب قال لجبرائيل: ما هذا؟ فقال: الوقار، فقال: «رب زدني وقاراً»، وقيل في تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}[فاطر ٣٧] أي: الشيب. (شفاء بلفظه).
(١) قال في كتاب البركات: روي عنه ÷ أنه قال: «اختضبوا بالحناء؛ فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم ونكاحكم». وكان ÷ يستعمل الحناء إذا كان في رأسه حرارة، ولا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء، قالت عائشة: ما شكا أحد إلى رسول ÷ وجعاً في رأسه إلا قال: «احتجم»، ولا في رجله إلا قال: «اختضب». وقال ÷: «الخضاب بالحناء يجلو البصر، ويطيب النهكة، ويطرد الشيطان».
[١] وقال في البيان: لا يجوز±، خلاف الناصر، وهو مروي عن الحسنين @. (بيان). قيل: إنما فعلوه إرهاباً للعدو.
[٢] على أحد أمرين: إما أنه أراد اجتنبوا خضب الشعر الأسود بالحناء، كما يفعله بعض الرجال تشبهاً بالنساء، أو أراد خضب اليدين والرجلين بالسواد كما تفعله النساء. (غيث معنى).