شرح الأزهار ط أهل البيت،

عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح (المتوفى: 877 هـ)

(كتاب الوكالة)

صفحة 559 - الجزء 8

(كتاب الوكالة(⁣١))

  قال في الانتصار: هي مشتقة من الحفظ، ومنه قوله تعالى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣(⁣٢)}⁣[آل عمران] قيل: وقد تطلق على من يعتمد عليه في الأمور من التصرف وغيره⁣(⁣٣). فلو قال: «وكلتك في مالي» حمل على الحفظ؛ لأنه المتيقن، لا على التصرف إلا بقرينة⁣(⁣٤).

  وهي في الاصطلاح: إقامة الغير مقام نفسه في أموره أو بعضها قبل موته⁣(⁣٥).

  والأصل فيها: الكتاب والسنة والإجماع.

  أما الكتاب فقوله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ⁣(⁣٦) بِوَرِقِكُمْ}⁣[الكهف: ١٩].

  وأما السنة فما روي أنه ÷ وكّل عروة⁣(⁣٧) البارقي وحكيم بن⁣(⁣٨) حزام


(١) بفتح الواو وكسرها، هكذا في الصحاح.

(٢) أي: نعم الحفيظ، وقوله تعالى: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ...} الآية [يوسف ٥٥].

(٣) قبض الديون، وقيل: الحفظ.

(٤) نحو أن يقول: خلصني من الدين.

(٥) خرجت الوصية.

(٦) وقوله تعالى حاكياً: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا}⁣[يوسف ٩٣]، وقوله: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ}⁣[يوسف: ٥٥]، وقوله تعالى: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ}⁣[يوسف ٦٢]، وقوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ}⁣[النمل ٢٨]، فهذا كله توكيل. (بستان).

(٧) بكسر العين.

(٨) وعمره مائة وعشرون سنة، في الجاهلية ستون وستون في الإسلام، وكذلك لبيد عمره كذلك.

(*) وكل ÷ حكيماً يشتري أضحية، وأعطاه ديناراً، فاشترى به شاة، فأعطي بها ربحاً، فباعها بدينارين، واشترى شاة بدينار، فأمره أن يتصدق بالدينار، وضحى بالشاة. وأعطى عروة البارقي ديناراً ليشتري به شاة، فاشترى شاتين بدينار، فباع إحداهما بدينار وجاء بشاة ودينار، فدعا له النبي ÷ بالبركة، فكان لو اشترى التراب لربح فيه. (شفاء).

=