(فصل): في حكم معاونة الظلمة والفساق
  (و) يجوز أيضاً إظهار (السرور بمسرته(١)) كما حكى الله تعالى عن المؤمنين أنهم يفرحون بانتصار الروم(٢) على فارس، حيث قال تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ٤ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ}[الروم]. (و) يجوز (العكس) وهو أن يغتم لغم الفاسق، كما اغتم المسلمون بغم الروم(٣) ولم ينكر ذلك ÷.
  قال مولانا #: وإنما يجوز كل ما ذكرنا في حق الفاسق (في حال(٤)) من الحالات، لا في جميع الأحوال، وتلك الحال هي أن يفعل ذلك (لمصلحة دينية(٥)) من توبة يرجوها منه، أو إقلاع عن المعاصي يؤمله منه، أو معونة تقع
= الصباح القيل، وهو الذي قال فيه ÷: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه». والأبيص بن جمال بن مرثد، وهو الذي أقطعه ÷ الماء العد [بكسر العين وتشديد الدال، وهو جبل الملح بمأرب]، ولا ملح لأهل اليمن غيره، فاستقاله فأقاله. والحارث بن عبد كلال الأصغر، وحجر بن وائل الحضرمي، من ولد شبيب بن حضرموت بن سبأ الأصغر. وأقعد عدي بن حاتم مخدته قبل أن يسلم، وقال: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه». (من تكملة البحر). فلما ولى قال الأقرع بن حابس: ما قطعت له يا رسول الله؟ إنما قطعت له الماء العد، فانتزعه منه، أخرجه أبو داود والترمذي بالمعنى. والماء العد بكسر العين وتشديد الدال: الدائم الذي لا ينقطع. (شرح فتح).
(١) في قصة مخصوصة لا على الإطلاق. (بيان).
(٢) لأن الروم أهل كتاب، أي: نصارى، وفارس ليسوا مثلهم، بل مجوس وليسوا بأهل كتاب. اهـ ففرح المشركون بغلبة فارس للروم، وشمتوا وقالوا: قد ظهر إخواننا على إخوانكم؛ لأنكم الجميع أهل كتاب، وسنظهر عليكم، فأنزل الله تعالى السورة، فحصل غلبهم لفارس بعد بضع سنين، ففرح المسلمون. (بستان).
(٣) قال في الزيادات: إذا ظهر ظالم على ظالم آخر وانتصر عليه جاز للمسلمين أن يفرحوا بضعف المظلوم وخذلانه، ولا يرضوا بالظلم الذي وقع عليه. (بيان).
(٤) وهو يقال: ما فائدة التقييد بقوله: «في حال» مع قوله: «لمصلحة دينية»؟ (حاشية سحولي لفظاً).
(٥) ولو خاصة، لا دنيوية ±فلا يجوز. (é).