وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل
  حكاية عن الصدّيق الكريم ابن الكريم: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}[يوسف: ٣٣] مع أنه # لا يحب أصلاً ما دَعَوْهُ إليه؛ لأنها فاحشة، وهو من المخلصين، وقوله سبحانه: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُون}[النمل: ٥٩] ولا خير ألبتة فيما يشركون.
  {خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}[الفرقان: ٢٤] ولا خير ولا حُسْن في النار.
  ومنه قول العرب: «الصَّيْفُ أَحَرُّ مِنَ الشِّتَاءِ» والشتاء ما فيه شيء من الحرارة.
  وإنما قَصْدهم: «الصيف في حرارته أشد من الشتاء في برودته» كما حفظناها من شيخنا السرحي(١) | حال الدرس، ومنه قول الوصي # وقد شهد عنده شاهد على رؤية الهلال: «لأن أصوم يوماً من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوماً من رمضان» وهو # لا يحب أن يفطر يوماً من رمضان أما عائشة وأبو هريرة وابن عمر فكانوا يصومون يوم الشك بدون شهادة رجل - كما هو موجود في «سنن البيهقي» - ومنه أيضاً قول أمير المؤمنين #: «اللهم أبدلني بهم خيراً منهم» ولا خير فيهم، «وأبدلهم بي شراً مني» ولا شر فيه #.
  فهل كان الملقب بشيخ الإسلام على علم بهذا و كتم فهو آثم ومُدَلّس، أو كان جاهلاً لمثل هذه الأبحاث فلا يستحق المشيخة؟!
  فإِنْ كُنْتَ لَا تَدْرِي فتِلْكَ مُصيبَةٌ ... وَإنْ كُنْتَ تَدْرِي فالمصيبةُ أَعظمُ!
  ومع كون الأمر كما أوضحنا فلا وجه للتثريب وعبارات الغمط وكنايات التجهيل ونضع نَصْب أعيننا: {لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ}[الحُجُرات: ١١] وهو من(٢)؟ وممن(٣)؟
(١) القاضي العلامة: عبد الله بن محمد السرحي الصنعاني، مولده بصنعاء ١٣١٨ هـ، درس في فنون العلم بجامع صنعاء وجامع الروضة، وأخذ عنه كثير من أهل العلم، درّس أولاد الإمام يحيى حميد الدين الحسين والحسن وعلياً، ودرّس في دار العلوم بصنعاء، وقد انتفع به جيل عظيم. اهـ بتصرف من «نزهة النظر» وتوفي | في شهر القعدة ١٤٠٩ هـ.
(٢) الأمير الحسين.
(٣) من أهل البيت $.