الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(على الرجل الممني البول قبل الغسل من الجنابة)

صفحة 122 - الجزء 1

  وقال تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ}⁣[التوبة: ٦٢] ولم يقل سبحانه: (يرضوهما) وهكذا الأسلوب الذي يجب أن يُتبع، ومخالفته قلة أدب.

  وأما مناقشة كلامه معنوياً: فالعلماء - رحمهم الله - أخذوا بعض الأحكام بالنص من كتاب الله وسنة رسوله أو من إجماع أو من قياس. وأنى لهم النص في كل حادثة؟!

  وقد قال ÷ لمعاذ: «بم تقضي؟ قال: بكتاب الله وسنة رسوله، فإن لم أجد أجتهد رأيي» فقال ÷: «الحمد لله الذي وفّق رسول رسوله» وعلى هذا درج العلماء أخذاً ورداً وإيجاباً وندباً من دون نكير، ولكلٍ مأخذه.

  ويحكي كل فرد من العلماء خلافَ صاحبه أو مُخالفهِ، بدون ضجيح ولا زامل، فكلام الشوكاني ظلمات وجهالات بعضها يقود بعضاً، وتهوي بصاحبها إلى مكان سحيق، لأن فيها تضليلاً لمعاذ ورداً لرضا رسول الله ÷ بقوله وحمده لله على توفيقه، ولكن:

  وإذا ضَلّت العقولُ عَلى عِلمٍ ... فَماذا تُفيدُهُ النُّصَحَاءُ

  وبقية بحث الشوكاني هَوَس لا يستحق الرد، ففي ما أسلفناه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

  والله المعين؛