الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

نجاسة الكافر

صفحة 149 - الجزء 1

نجاسة الكافر

  قال الإمام #: وتاسعها الكافر فإنه نجس، وإذا شرب من الماء كان سؤره نجساً عند القاسم والهادي إلى الحق والناصر للحق وهو قول جماعة من الزيدية، ذكره الحاكم |.

  وقال زيد بن علي: يتوضأ بسؤر شربه إلا أن يعلم أنه شرب خمراً فلا يتوضأ به، قال: ولا يتوضأ بسؤر وضوئه. اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «لم يكن في المقام ما يدل على النجاسة إلا الآية الكريمة ومفهوم حديث: «المؤمن لا ينجس» فأما الآية الكريمة فقد ذكر المصنف معنى النجس لغة، وهو الذي ذكره غيره من أئمة اللغة، فالمراد بنجاسة الكافر الحكمية لا النجاسة الشرعية فإنه لا حقيقة شرعية في ذلك كما حققه المصنف، وعند عدم الحقيقة الشرعية يجب حمل الشارع على اللغة» اهـ كلامه.

  أقول: لا يخفاك أن الحقيقة الشرعية أو اللغوية أو العرفية خاصّة كانت أو عامّة هي حقيقة مَن وضعها.

  ووصف الكافر أو المشرك بالنجس إنما هي حقيقة شرعية؛ لأنهم - قبل الإسلام - كانوا لا يرون الكافر نجساً.

  ثم إن مقابلة الشوكاني للنجاسة الحكمية بالشرعية فيه ركاكة مع أنه يريد: [النجاسة الحسية والمعنوية]، والتعبير بهذا أولى.

  ثم إن الشوكاني قد جنح إلى ترجيح قول غير الإمامين القاسم بن إبراهيم والهادي إلى الحق @ والظاهر رجحان ما ذهبا إليه؛ لأمور:

  أولاً: قد بيّنا لك أن الحقيقة شرعية، وإذا كانت شرعية وهي التي تتبادر للذهن عند