الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(حملته وأوعيته ورعاته)

صفحة 156 - الجزء 1

  وسيرته وعلمه وتقواه مشهورة.

  ومنهم واصل بن عطاء، كان إماماً في كل فن.

  فلا تسمع لجاهل أو متحامل.

  والحسن البصري - أبو سعيد - مشهور لا يؤثّر فيه طعن حاقد ولا يُسمع فيه نقد ناقد.

  وكذا أئمة أهل البيت $ جميعاً وأقطاب الزيدية المباركة.

  وكم أعدّد!

  ولو رعى الشوكاني أربعة في كتاب واحد جمعت رسائلهم في العدل والتوحيد: القاسم بن إبراهيم، والهادي إلى الحق، والنيسابوري، والقاضي عبد الجبار، وهم من أئمة العلم وحفّاظ الآثار، ورعاة التفسير واللغة.

  على أن الشوكاني يحكم بفضل جهاد ومواقف الهادي إلى الحق في اليمن وتضحياته. فسلوه: أو بفضل جهاد والده⁣(⁣١)؟!

  ولو رعى مقام الزمخشري وهو من أقطاب المعتزلة وممن سقى وغرس، ودعا إليه وحرس، وعلمه صار في الأقطار، وكانت كتبه في الأقطار، أنفع من الأمطار.

  جار الله الزمخشري - سلوا الشوكاني -: هل يحفظ كتاب الله وسنة رسوله واللغة والتأريخ والأصولين وأمثال العرب والبيان والفرائض ومَنْ أعلم: هو أو الزمخشري؟!

  الذي قيل فيه: مفخرة خوارزم وإمام العرب والعجم.

  ثم يقول الشوكاني: «هو جاهل اشتغل بما لا ينفع عما ينفع»!

  يعلم الله لقد قَفَّ شعري وتَقَبَّض جسدي لهذه الجرأة على علم التوحيد وعلى علي بن أبي طالب وعلى أئمة الهدى من آل بيت رسول الله ومن غيرهم.


(١) أي والد الشوكاني.