الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(حملته وأوعيته ورعاته)

صفحة 155 - الجزء 1

  ورحم الله الشيخ محمد عبده شيخ الأزهر - في حينه - حينما طالعه فأسر عليه لُبَّه وحل ما بين قلبه وشغافه، ومدحه بأصناف المدائح على مواضعه المنوعة وفنونه المختلفة بالبلاغة التي عجزت عنها بلاغة كل بليغ، وهُصِرتْ⁣(⁣١) له الكلمات العربية يجني منها ما يحلو له بلا تكلف، قال:⁣(⁣٢) «وإن مُدبِّر تلك الدولة وباسل تلك الصولة هو حاملُ لوائها الغالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب». اهـ المراد.

  في هذا الكتاب المجمع عليه بين جميع آل بيت رسول الله ÷ سنداً ومتناً وعند كافة الناس إلا من شذ من الناصبة أو المارقة وهو أول من أسس قواعد علم التوحيد «نهج بلاغته» وعنه أخذ أولاده، منهم: محمد بن علي بن أبي طالب وعنه أخذ المعتزلة وغيرهم - كما بيّنه ابن أبي الحديد وأشار إليه - ويرسخ به يقينه ويثلج للحق صدره وتذعن للتسليم جوارحه.

  بما وعد الله أصفياءه وأحبابه من خلق آدم وخلق السماوات والأرض وصفات الحق تبارك وتعالى إلى غير ذلك.

  وهذا الإمام الأوحد # ممن وسمهم الشوكاني بالجهل وأنهم فعلوا محررات يخدعون الناس بها {قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ...} الآية [آل عمران: ٦١].

  ثم إن أمير المؤمنين من تلامذته ابن عباس، ومحمد بن الحنفية وهو شيخ ابنه [أبو هاشم] وهو شيخ علماء العدل والتوحيد.

  فعنه تحدر علم الاعتزال، علم العدل والتوحيد، كما قال ابن الأمير:

  كُلُّ عِلْمٍ فإِليْهِ مُسْنَدٌ ... سَنَداً عِنْدَ ذَوِي العِلْمِ عَلِيّاً

  ثم من أقطاب هذا العلم الزاهد التقي الورع، الذي كان لا يستجيب لسلطان جائر ولا يمدحه، أعني: عمرو بن عبيد وهو معدود في الزيدية والمعتزلة ¦،


(١) دُنيت له ليقطفها.

(٢) الشيخ محمد عبده.