الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

تتمة لبحث الذبائح

صفحة 160 - الجزء 1

  وفي نساء المسلمين مندوحة واسعة، «وعليك بذات الدين تربت يداك» فثم الدين الجامع بينهما والتربية الإسلامية للنسل والمحبة المشتركة لخير خلق الله والإيمان التام، وهذه نعمة لا تقرن بها نعمة.

  ثم لا يخفاك أن الوثنية لا تحل لمسلم إجماعاً؛ لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} وإنما وقع الخلاف في الكتابية؛ لآية المائدة {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}.

  ولا يخفاك أن أهل الكتاب اليوم من يهود ونصارى قد أصبحوا حرباً على الإسلام والمسلمين وليسوا أهل ذمة ولا من الذمة في شيء ولا عهد لهم ولا ذمة.

  ولقد بلغني أن رجلاً مسلماً سكن بريطانيا ثم تزوج ببريطانية وأنجبت منه ذكوراً وإناثاً وبعد فترة طلّقته، وحكموا لها بجميع الأولاد، وتربوا أمام عينيه بتربيتها بالكفر، وشرب الخمر وأكل الخنزير وترك الصلاة، وسائر أعمال الكفر دون أن يحرك ساكناً!

  وإضافة إلى ما سبق إيضاحه من مفاسد نكاح الكافرة في عصرنا هذا يضاف إليه قوله تعالى في سياق تحريم نكاح المشركة في آية سورة البقرة: {أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}، ولا يخفاك أن المقابلة واقعة في الآية بين نكاح المرأة المؤمنة والمرأة الكافرة وبين العبد المؤمن والعبد الكافر، فحكى سبحانه عن العبد الكافر المشرك والأمة الكافرة المشركة بأنهما يدعوان إلى النار {أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} فمن حق المقابلة أن يقال: «والمؤمن والمؤمنة يدعوان إلى الجنة» ولكن أقام اسمه الكريم - سبحانه - مقام المؤمن والمؤمنة فقال: {وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ} وفي هذا من الحث والتحريض على مناسبة المؤمنين والمسلمين والبعد من الكافرين ما لا يخفى؛ لأن في قوله: {وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} إيذاناً بأن دعوةَ المؤمنين هي دعوةُ الله سبحانه.