الصفرة والكدرة حيض
  وأخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقاً، ولفظه: (وكن يبعثن إلى عائشة بالكرسف فيه الصفرة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء) اهـ المراد من «نصب الراية».
  ورواية الحديث من عدلٍ عارفٍ صحيحةٌ.
  ثم قال: «فدل على أن دم الحيض هو ما كان دماً أسود ...». اهـ كلامه.
  أقول: هذا قَصْر له على بعض أوصافه، فقد ورد أنه دم(١) بُحْراني أسود يَعْرِف(٢) ودمه أسود مُحْتدِم بُحْرَاني ذو دفعات.
  ومعنى: (يعرف) له عَرْفٌ أي رائحة خبيثة، ومحتدم: أحمر وبُحْراني: ثخين(٣).
  أما عند تغير العادة على المرأة فقد قيل: تَعْتَبر بالعَدَد؛ لقوله ÷: «تَحيَّضِي في علم الله ستاً أو سبعاً».
  وقيل: تَعْتَبِر بالصفة واللون.
  وقال بعضهم: بعادة قرائبها من قبل أبيها، فإذا اختلفن فبأقلهن طهراً وأكثرهن حيضاً ... إلخ.
  ثم قال الشوكاني: «وأخرج الطبراني والدارقطني من حديث أبي أمامة مرفوعاً بلفظ: دم الحيض لا يكون إلا أسود». اهـ كلامه.
  أقول: الحديث الذي ذكره بهذه اللفظ وبلفظ الحَصْر لم أجده في «سنن الدارقطني»(٤).
  والظاهر أن هذا اللّون(٥) له إبَّان(٦) غزارته، وفي وسط الحيضة.
(١) بُحْراني أي من بُحْر الرحم أي أصله. تمت شيخنا.
(٢) يَعْرِف: أي له عَرْف أي رائحة [تشمه النساء].
يُعْرَف: أنه معروف عند النساء مغاير للدماء. تمت شيخنا.
(٣) غليظ.
(٤) بل الموجود في «سنن الدارقطني» وكذا الطبراني: (إن دم الحيض أسود يعرف) لا كما زعم الشوكاني.
(٥) أي الأسود.
(٦) وقت.