الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الصفرة والكدرة حيض

صفحة 188 - الجزء 1

  وأخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقاً، ولفظه: (وكن يبعثن إلى عائشة بالكرسف فيه الصفرة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء) اهـ المراد من «نصب الراية».

  ورواية الحديث من عدلٍ عارفٍ صحيحةٌ.

  ثم قال: «فدل على أن دم الحيض هو ما كان دماً أسود ...». اهـ كلامه.

  أقول: هذا قَصْر له على بعض أوصافه، فقد ورد أنه دم⁣(⁣١) بُحْراني أسود يَعْرِف⁣(⁣٢) ودمه أسود مُحْتدِم بُحْرَاني ذو دفعات.

  ومعنى: (يعرف) له عَرْفٌ أي رائحة خبيثة، ومحتدم: أحمر وبُحْراني: ثخين⁣(⁣٣).

  أما عند تغير العادة على المرأة فقد قيل: تَعْتَبر بالعَدَد؛ لقوله ÷: «تَحيَّضِي في علم الله ستاً أو سبعاً».

  وقيل: تَعْتَبِر بالصفة واللون.

  وقال بعضهم: بعادة قرائبها من قبل أبيها، فإذا اختلفن فبأقلهن طهراً وأكثرهن حيضاً ... إلخ.

  ثم قال الشوكاني: «وأخرج الطبراني والدارقطني من حديث أبي أمامة مرفوعاً بلفظ: دم الحيض لا يكون إلا أسود». اهـ كلامه.

  أقول: الحديث الذي ذكره بهذه اللفظ وبلفظ الحَصْر لم أجده في «سنن الدارقطني»⁣(⁣٤).

  والظاهر أن هذا اللّون⁣(⁣٥) له إبَّان⁣(⁣٦) غزارته، وفي وسط الحيضة.


(١) بُحْراني أي من بُحْر الرحم أي أصله. تمت شيخنا.

(٢) يَعْرِف: أي له عَرْف أي رائحة [تشمه النساء].

يُعْرَف: أنه معروف عند النساء مغاير للدماء. تمت شيخنا.

(٣) غليظ.

(٤) بل الموجود في «سنن الدارقطني» وكذا الطبراني: (إن دم الحيض أسود يعرف) لا كما زعم الشوكاني.

(٥) أي الأسود.

(٦) وقت.