(جواز الجمع بين الصلاتين مطلقا)
  عند الخاصة والعامة.
  ولهذا حصل السؤال: لماذا فعل هذا؟ فيجيب: (أراد ألا يحرج أمته).
  ولو كان جمعاً صورياً (أخّر الأولى وقدّم الثانية) لكان زيادةً في إحراجهم وإعناتهم(١).
  فكم بين قول حبر الأمة: [أراد ألا يحرج أمته] وبين تضييق الخناق ومضاعفة الحرج الذي قصَدَه الشوكاني؟!
  والمرء إذا رُزِق الجدل حُرِم الإنصاف، فقد أنكر وجود أحاديث يصح الاحتجاج بها إلا حديث ابن عباس، وهناك أحاديث عدة صالحة للاحتجاج.
  ثم لماذا ذكر الخوف أو المطر أو السفر في الأحاديث، والجمع هو صوري وليس هناك جمع حقيقة كما يقول العالم الصوري؟!
  إليك أولاً: «أدلة الجمع التي جحدها الشوكاني».
  أولاً: من «الروض النضير» ج ١ ص ٤٠٦.
  منها ما ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» عن عبد الله بن مسعود قال: جمع رسول الله ÷ بالمدينة بين الأولى(٢) والعصر وبين المغرب والعشاء فقيل له (أي للنبي ÷) في
(١) قال الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» ج ١ ص ٢٦٤ طبعة قديمة ما لفظه: من تأوله (أي حديث ابن عباس) بالجمع الصوري هم الحنفية وقد رد الجمهور عليهم من وجوه:
١ - أنه خلاف الظاهر من الجمع.
٢ - أن الغرض من مشروعيته (الجمع) التيسير ورفع الحرج، كما صرّحت بذلك رواية مسلم، ومراعاة الجمع الصوري فيه الحرج كما لا يخفى.
٣ - أن في بعض أحاديث الجمع ما يبطل دعواهم كحديث أنس بن مالك بلفظ «أَخَّر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما» رواه مسلم ج ٢ ص ١٥١ وغيره.
٤ - يبطله أيضاً جمع التقديم الذي صرح به حديث معاذ هذا (كان رسول الله في غزوة تبوك ... وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس عجل العصر إلى الظهر) والأحاديث بهذا المعنى كثيرة. اهـ المراد. وهذا أيضاً يعتبر ردّاً على الشوكاني في قوله بالجمع الصوري.
(٢) الظهر تسمى الأولى، لأن أول صلاة صلّاها جبريل مع النبي هي الظهر.