(القائلون بالجمع المطلق)
  تحرج أمتي».
  قال: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير»، وفيه: (عن أبي هريرة: جمع رسول الله ÷ بين الصلاتين بمنزله بالمدينة من غير خوف ولا مطر) رواه البزار. اهـ المراد.
  ومن «شرح معاني الآثار» للطحاوي الحنفي ج ١ ص ١٦٠ (مع حذف السند): عن ابن مسعود أن النبي ÷ كان يجمع بين الصلاتين في السفر.
  وعن ابن عباس ®: (صليت مع النبي ÷ بالمدينة ثمانياً جميعاً وسبعاً جميعاً).
  وعن ابن عباس قال: (صلى بنا رسول الله ÷ الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر).
  حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا قرّة عن أبي الزبير. فذكر بإسناده مثله، قلتُ: ما حَمَله على ذلك؟ قال: (أراد ألا يحرج أمته).
  وعن صالح مولى التؤمة عن ابن عباس ®: مثله، غير أنه قال: (في غير سفر ولا مطر). اهـ المراد.
  فهذه طائفة مباركة من الوحي المحمدي التي جحدها الشوكاني وأنكر وجودها وأنكر حجيتها، وقال: «ليس فيه شيء ينتهض للاستدلال به»!
  وقد ذهب بعض العلماء - كما حكاه الطحاوي - إلى أن وقت الظهر والعصر واحد، ووقت المغرب والعشاء واحد.
  فنعوذ بالله من الجدل بالباطل، ومن إنكار الوحي المحمدي تعصباً للرأي ودحضاً لقول الآخر.
  وهذا نوع من عباده الهَوَى، ومجانبة الهُدَى، نعوذ بالله منه(١).
(١) قال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» ما لفظه: (وقد ذهب إلى الجمع جماعة من الأئمة لكن يشترط ألا يتخذه خلقاً منهم ابن سيرين، وربيعة، وأشهب من أصحاب مالك، ومن الشافعية ابن المنذر، والقفال الكبير، وحكاه الخطابي عن =