الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(صحة حديث انزواء المسجد من النخامة)

صفحة 231 - الجزء 1

(صحة حديث انزواء المسجد من النخامة)

  روى الإمام حديث: «إن المسجد لينزوي من النخامة كما ينزوي الجلد من النار». اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: إن المسجد لينزوي⁣(⁣١) من النخامة، أقول: هذا الحديث مع كونه غير معقول المعنى هو أيضاً غير منقول على وجه صحيح أو حسن» ا هـ كلامه.

  أقول: كل من يطلع على كتاب حديثي أو كتاب فقهي قد تُوِّج بحديث المصطفى ÷، يجدهم ينقلون أحاديثهم الداعمة لمذهبهم وأحاديث خصمهم كالبيهقي والزيلعي والطحاوي ينقلونها بأمانة.

  وإذا كان ثم حديث لخصمهم فيه علة من علل الحديث المصطلح عليها المانعة من قبول الحديث يَسِمونه بسمة اصطلاحية تدل على ما فيه من علة ومن وَهَن أو ضعف أو انقطاع أو بعضه مُدْرَج أو مُعَلَّق أو منقطع أو مُعْضَل أو نحو ذلك، ويدلي ببرهان طعنه في الحديث.

  لأنه ورد من عالم يبحث عن وجه الحق وعين اليقين ليس بخصم ولا حاقد مهما بلغ التعصب المذهبي، لكن أمانة النقل والتقيد بالاصطلاح والبرهان على ما قيل فيه لازم.

  لا يتعالى على الحق ولا على خصمه، ولا أنه أطول ولا أعرض.

  أما خصم آل بيت النبوة فأتى بعبارات بعيدة عن اصطلاح أهل الفن مختلقة من ذات


(١) أخرج ابن ابي شيبة عن أبي هريرة: «إن المسجد لينزوي من المخاط أو النخامة كما تنزوي الجلدة من النار».

أخرجه في مصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق وكنز العمال.

قال في «بدائع الصنائع» ج ١ ص ٥٠٢: ويكره أن يبزق على حيطان المسجد أو يتمخط؛ لقول النبي ÷: «إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة من النار» ولأن ذلك سبب لتنفير الناس عن الصلاة في المسجد ولأن النخامة والمخاط مما يستقذر طبعاً. اهـ المراد.