(عدم كراهة استقبال التماثيل فوق القامة)
  المستقبَلُ أشدَّ، قلتُ: فإن كان فوق القامة لم يكره؛ لبعد شبهه بالعبادة له، المؤيد بالله: لا كراهة إلا حيث يسجد عليه أو استقبله. اهـ المراد.
  ثم قال: «واستدلال المصنف عقيب هذا بالآية على وجوب تطهير مواضع الصلاة لا دخل له في المقام» ا هـ كلامه.
  أقول: إيراد الآية الكريمة عقيب البحث السابق هو في فصل مستقل، وله عند أُولي الفهمِ مناسبةٌ كبيرة، لأن البحث السابق: تنزيهه من وجود صور حيوانية كانت تُعْبَد من دون الله، والبحث الثاني: تنظيفه من نجاسة حسية.
  وكأنك لم تقرأ القرآن أو جهلت التفسير كما جهلتَ غيره، قال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود}[البقرة: ١٢٥]، قال العلامة في «كشافه»: طَهِّرَاه من الأوثان والأنجاس وطوافِ الجُنُب والحائض والخبائث كلها. اهـ المراد.
  فكيف رأيتَ مناسبة ما صنعه الإمام للآية المباركة؟!
  وأين عَزَبَ عنك فهمُك؟! لا قوة إلا بالله!
  حبُّ الانتقادِ أوقَعَكَ عُرْضة له.