الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

(النهي عن السجود على كور العمامة)

صفحة 243 - الجزء 1

  نعم: الحديث المشار إليه رواه صاحب «نصب الراية» في ج ١ ص ٢٤٤ ولفظه: وأما حديث خبّاب بن الأرت: شكونا إلى رسول الله ÷ الصلاة في الرمضاء فلم يُشْكِنا.

  أخرجه مسلم وزاد في رواية: قال زهير: قلت لأبي إسحاق: في تعجيل الظهر؟ قال: نعم، فقال ابن القطان في كتابه: وقد اختلف في معنى هذا، فقيل: «لم يعذرنا» وقيل: لم يُحْوِجْنا إلى الشكوى». اهـ المراد.

  نعم: الإبراد بالصلاة⁣(⁣١) صحيح، وقد بوَّب له البيهقي باباً مستقلاً.

  ولماذا احتاج العلماء إلى تأويله، وقولهم: إنه ليس على ظاهره؟! لأنه قد أشكاهم في أحاديث صحيحة بفعله ÷.

  وبقوله: «أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم».

  وقد بوَّب البيهقي باباً مستقلاً في «سننه الكبرى» في ج ١ ص ١٤٩ فقال: باب الدليل على أن خبر الإبْراد بها ناسخ لخبر خباب وغيره. اهـ المراد.

  فأخبار الإبْراد وآثارها صحيحة وواضحة ومعمول بها؛ فلهذا قول الإمام #: (لا ظاهر له) لم يكن عن جهل.

  ولو فرضنا جدلًا أن الإمام # قد زلّ قلمه أو أخطأ فهمه، لا ينبغي عبارات السَّفَه وكلمات لا تصدر عمن يسمى عالماً وقدوة.

  فالناس يغلطون ويردّ عليهم آخرون بلا تشنيعٍ ولا إفراغ حقد كمين، والله من وراء القصد.


(١) أي تأخير الصلاة حتى يبرد الحَرّ.