مبدأ الأذان في ليلة الإسراء
مبدأ الأذان في ليلة الإسراء
  قال الشوكاني: «قوله: لأن الأذان شرع والشرع لا ينبني على رؤيا، أقول: قد تقرر عند المصنف وغيره أن السنة ثلاثة أقسام: أقوال وأفعال وتقريرات، وقد وقع منه ÷ عند سماع رؤيا عبد الله بن زيد الأمر له بأن يعلّمه بلالًا والأمر لبلال بأن يؤذن به، فالحجة هي في الأمر منه ÷ لا في الرؤيا المروية له، ثم انضم إلى هذا الأمر التقرير منه ÷ طول حياته لجماعة من المؤذنين بحضرته في كل يوم خمس مرات» اهـ كلامه.
  أقول: الشوكاني لم يطعن في صحة الرواية(١) التي جاء بها آل بيت رسول الله، وأنّى له أن يطعن في مثل هؤلاء الأطهار أو في سماعهم؟! لأن الطعن في أحدهم كذب يؤذي الله ورسوله، وفسق بالطاعن؛ لأنهم الصفوة، وهم أولاد من عَنَتْهم ونَعَتَتْهم آية المباهلة والتطهير.
  ولهذا لجأ إلى كلام في غاية الإسفاف غير منضبط لا من الأصول ولا من الفروع.
  أولًا: قال: «قد تقرر عند المصنف وغيره أن السنة ثلاثة أقسام: أقوال وأفعال وتقريرات» اهـ.
  وهو يريد أن يجعلها(٢) من باب التقرير.
  فهل هو تقرير للرائي؟!
  لا يسمى تقريراً وإنما يسمى تصديقاً.
  ثم إن هذا احتجاج من الشوكاني بفرع ثبوت الدعوى؛ لأن تقريره - لو سلّمنا أنه تقرير - هو فرع صحة الرؤيا وشرعيتها، وهذا كله في حيّز الإنكار للدعوى وفرعها.
(١) وهي رواية أن الله علّم نبيه الأذان ليلة الإسراء وهي رواية أهل البيت $ وشيعتهم - وهذه الرواية لم يطعن فيها الشوكاني بل قال عنها: لا منافاة بينها وبين الأمر به بعد الرؤيا. اهـ.
(٢) رؤيا الأذان.