وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
  ثالثاً: قال النووي في «المجموع شرح المهذب» ج ٣ ص ٢٠٨ ما لفظه:
  وقال الشيخ أبو محمد المقدسي: والجهر بالبسملة هو الذي قرره الأئمة الحفاظ واختاروه وصنفوا فيه مثل محمد بن نصر المروزي، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي حاتم بن حبان، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي بكر البيهقي، والخطيب، وأبي عمر بن عبد البر.
  وفي كتاب «الخلافيات» للبيهقي عن جعفر بن محمد قال: أجمع أصحاب محمد ÷ على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. اهـ المراد.
  أما حديث أنس قال: (صليت خلف النبي وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون ﷽ في أول القراءة ولا في آخرها) رواه مسلم، فقد قال النووي في «المجموع شرح المهذب» ج ٣ ص ٢١٤ ما لفظه: وأما الجواب عن استدلالهم بحديث أنس: (كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين) وعن حديث عائشة فهو أن المراد كانوا يفتتحون سورة الفاتحة لا بالسورة، وهذا التأويل متعين للجمع بين الروايات؛ لأن البسملة مروية عن عائشة فعلاً وروايةً عن النبي، ولأن مثل هذه العبارة وردت عن ابن عمر وأبي هريرة، وهما ممن صح عنهما الجهر بالبسملة، فدل على أن مراد جميعهم اسم السورة فهو كقوله: بالفاتحة، وقد ثبت أن أول الفاتحة البسملة، فتعين الابتداء بها، وأما الرواية التي في مسلم: (فلم أسمع أحداً منهم يقرأ ﷽) فقال أصحابنا: هي رواية للفظ الأول بالمعنى الذي فهمه الراوي عبر عنه على قدر فهمه فأخطأ، ولو بلغ الحديث بلفظه الأول لأصاب، فإن اللفظ الأول هو الذي اتفق عليه الحفاظ، ولم يخرج البخاري والترمذي وأبو داود وغيره، والمراد به اسم السورة كما سبق، وثبت في «سنن الدارقطني» عن أنس قال: (كنا نصلي خلف النبي وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون بأم القرآن فيما يجهر به) قال الدارقطني: هذا صحيح، وهو دليل صريح لتأويلنا، فقد ثبت الجهر بالبسملة عن أنس وغيره كما سبق فلابد من