الثانية: [الله والرب]
  ثم إن لفظة: «سبحان الله العظيم وبحمده» و «سبحان الله الأعلى وبحمده» لا مجال فيها لأي وهْم أو تشكيك؛ لأن هذا الاسم المبارك، الله فيه ليس بمشارَك، بخلاف «سبحان ربي العظيم وبحمده» «سبحان ربي الأعلى وبحمده» إذ يوهم أن لقائله رباً أعلى ورباً غير أعلى.
  والكلمة التي يكتنفها أدنى إيهام يتعين طرْحُها، واختيارُ ما لا وهم فيه، ألا ترى إلى نهيه سبحانه عن كلمة «رَاعِنَا» فقال سبحانه: {لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا}[البقرة: ١٠٤] لأن «رَاعِنَا» لها معنى سبّ في اللسان العبراني، فنُهوا عنها وألزموا بكلمة لا وَهْمَ فيها.
  ولما رأى قومُ موسى # أن قولهم: {آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِين}[الأعراف: ١٢١] غير قاطعة لأطماع آل فرعون أَرْدَفوها بقولهم: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُون}[الأعراف: ١٢٢] ولو أنهم قالوا: «آمنا بالله» لما احتاجوا إلى شيء؛ لأن الله سبحانه غير مشارَك، في هذا الاسم المبارك.
  فهذا مع ما روينا لك عن العترة المطهرة وعن أشياخهم الأطهار متصلاً بباب مدينة العلم #، يدل على أنه اختيار النبي ÷، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، والله الموفق.