الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

أفضلية التسبيح في الركعتين الأخيرتين من الرباعية والثالثة من المغرب

صفحة 284 - الجزء 1

أفضلية التسبيح في الركعتين الأخيرتين من الرباعية والثالثة من المغرب

  قال الإمام #: وخامسها ما يقوله المصلي في الركعة الثالثة من المغرب وفي الركعتين الأخيرتين من العجماوين والعشاء الآخرة، وقد اختلف علماؤنا $ في التسبيح وقراءة الفاتحة أيهما أفضل؟ فقال الهادي: المستحب عندنا أن يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ورواه عن جده القاسم قال: وعلى ذلك مشائخ آل رسول الله ÷ وبذلك سمعنا عمن لم نر منهم، ولسنا نضيق على من قرأ فيهما الحمد لله، قال الهادي إلى الحق #: وقد روي التسبيح عن علي # وروي عن النبي ÷ «أنه كان يقرأ في الأولتين من الظهر والعصر والمغرب والعتمة ويسبح في الأخيرتين» اهـ كلام الإمام.

  قال الشوكاني: «قوله: وخامسها: ما يقوله المصلي في الركعة الثالثة من المغرب وفي الركعتين الأخيرتين من العجماوين والعشاء الآخرة ... إلخ، أقول: الذي ثبت عن رسول الله ص هو قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة ولم يثبت التسبيح المذكور من وجه حسن ولا صحيح، والقدوة الذي أُمِرْنا باتباعه هو رسول الله ÷: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ}⁣[الحشر: ٧] {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٣١] ولا يصح ترجيح ما ثبت عن غيره على ما ثبت عنه بإجماع المسلمين ولا تفضيل ما فعله غيره على ما فعله كائناً من كان» اهـ كلامه.

  أقول: أولًا القائلون بعدم قراءة الفاتحة في ثالثة المغرب، وثالثة ورابعة الرباعية كابن عباس ¥ وما نقل عنه مشهور معروف.

  وفي اعتقادي أنه أكثر تأسياً برسول الله ÷ وأعلم وأتقى من فقيه شوكان؛ لأنه⁣(⁣١)


(١) أي ابن عباس.