المنع من صلاة المفترض خلف المتنفل
  سجد فاسجدوا». اهـ.
  أقول: لا يخفى على ذي نظر صحيح أن مثل هذا لا يصح أن يكون تفسيراً للاختلاف، ولا بياناً له؛ لأن قوله: «إذا ركع فاركعوا ... إلخ» يعتبر موافقة لا مخالفة.
  ويشترط في البيان شيئان:
  أحدهما: لفظي: وهو أن يعطف البيان على المبيَّن سواء كان بيان مفرد نحو: «أسد ليث».
  أو بيان جملة لا تقل: «كتبتُ إليه وأن قُمْ أو بأنْ قُمْ» لأن حكم البيان حكم الصفة، ولا تفصل بعاطف عن موصوفها، ولهذا نقد المحققون جار الله | حينما جعل: {وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ٤} صفة، وقال: (الواو لتأكيد اللصوق)، قالوا: هذا شيء لا يعرفه النحاة.
  ثانياً: الطباق: إن كان مطلوباً فيفسر بمطلوب، نحو (نصحتُ بما يرضي الله: برّ الوالدين وصلة الرحم)(١).
  وهاهنا لا طباق بين «لا تختلفوا» وبين «فإذا ركع فاركعوا ... إلخ» إنما هي جملة مستأنفة، وقوله: «لا تختلفوا» علقت عن العمل، وحذف مفعولها؛ لقصد العموم.
  كما قال أهل المعاني: (قد كان منك ما يؤلم) أي: يؤلم كلَّ أحد.
  وقول البحتري:
  شَجْوُ حُسَّادهِ وغَيْضُ عِدَاهُ ... أن يَرَى مُبْصِرٌ ويَسْمَعَ واع
  حذف مفعولي (يرى) و (يسمع)(٢)؛ لقصد العموم، فلو وجد من يرى لم يَرَ إلا محاسنَكَ، ولو وجد من يسمع لم يسمع إلا الثناء عليك اهـ.
  وهاهنا القصد(٣): (لا يحصل منكم أي مخالفة للإمام لا ظاهرة كما في الأركان ولا باطنة كالنية) والله أعلم.
(١) الاثنان مطلوبان. تمت شيخنا.
(٢) المفعول في (يرى) المرئيات، والمفعول في (يسمع) المسموعات، والمعنى: محاسن الممدوح.
(٣) أي من حديث «لا تختلفوا على إمامكم».