شر صفوف النساء أولها
  أقول: الحديث يدفع في نحر من يقول بإمامة المرأة دفعاً ظاهراً.
  وأما قوله: «إنه في شيء أعم» فلا يضر، وإنما يضر لو كان الدليل أخصَّ من الدعوى، وآخر قوله لا يستحق الرد، ولا ينتهي إلى علم ولا معرفة.
  ثم قال: «وهكذا يكون كلام من رام الاستدلال على مدلول ليس بينه وبين الدليل رائحة دلالة، وما كان أغناه عن ذلك، فهذا العلم هو ميراث النبوة لم يترك الرسل عليهم الصلاة والسلام لأتباعهم سواه، وما أحق ما كان هكذا بالإنصاف، وأولاه بالتأثير على مذاهب الأسلاف» اهـ كلامه.
  أقول: إذا أمعنت النظر في كلام الشوكاني، وترسمت ما فيه من شوك وإبرٍ، وتلحين على آل بيت النبوة، وأنهم يؤثرون عصبية المذهب على ما صح عن أبيهم ~ وعليهم! وأنهم يجهلون الأصولّ! وأنهم ... وأنهم ... ! وبعده تأخذ في كتاب من كتب آل بيت النبوة كـ (البحر) أو (الأزهار) أو (أصول الأحكام) أو (الانتصار) أو (الشفاء) ... أو غيرها لا تجد أحداً منهم يطعن في خصمه في علمه أو معرفته أو غرضه.
  لماذا؟ لأن الطيب لا يجيء منه الخبيث والعكس.
  قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} أي الخبيثات من الفَعَلات والكلمات للخبيثين {وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ}.
  كذا في الحيوانات لا يُرْجى خير من ذي مخلب وناب، ولا يخشى شر من الأنعام.
  كذا في الأشجار: الزيتون لا يكون طلعه كأنه رؤوس الشياطين، والزقوم لا يأتي بزيتون ... وهكذا.
  فهل علمتَ خبيثَ القول يَأْلَفُهُ ... إلاَّ الذي للُبانِ اللؤمِ قد رَضَعَا