الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

عدم قبول رواية الفاسق

صفحة 34 - الجزء 1

  لديهم بغي المغيرة ولا ابن آكلة الأكباد ... إلخ.

  وقد أرجعت النظر في عبارته هذه وغيرها في هذا الكتاب وغيره فتبين لي أن مذهبه في الرواية والدراية والجرح والتعديل، وتصحيح حديث الناصبي وتضعيف حديث الشيعي هو مذهب النواصب من أهل الحديث، فقد أجمعوا على جرح وتضعيف من أجمع آل محمد على تعديله وتزكيته، وأجمعوا على تزكية وتعديل من أجمع آل محمد على جرحه وتضعيفه، وإليك ما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» ج ٨ ص ٤١١ ولفظه:

  وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالباً، وتوهينهم الشيعة مطلقاً، ولاسيما أن علياً ورد في حقه «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق» ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض هاهنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي ÷؛ لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا، والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم، والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء: أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي، وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة! والتمسك بأمور الديانة! بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب! ولا يتورع في الأخبار! والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن علياً ¥ قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة! بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي. اهـ المراد.

  ثم قال الشوكاني: «ومسألة قبول أخبار كفار التأويل وفساق التأويل طويلة الذيول» اهـ كلامه.

  أقول: المغيرة ومعاوية وأمثالهما هم فساق تصريح لا تأويل ومن هنا لا تقبل رواياتهم وهذا إجماع أهل البيت $ ومنهم الأمير الحسين صاحب «الشفاء».