الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

من شروط وجوب الجمعة المسجد والمصر الجامع

صفحة 382 - الجزء 1

  وقال: «إن بعض المجتهدين من المعاصرين ألف رسالة في صحة صلاة الجمعة فرادى وهو - أي مؤلف الرسالة - ممن أخذ علوم الاجتهاد عنه - أي الشوكاني -» اهـ كلامه.

  أقول: لم يصب الحقَّ الشيخُ فكيف يصيبه التلميذ؟! وهأنتم مقصرون في علوم الأصول والعربية ... إلخ.

  ومن المحنة أن هذه الأفكار المنهارة، والأفاعي الناهشة تُملَى على الطلبة، وكأنها خلاصة سنة المصطفى، ويتلقاها الناس عن أشياخهم ويعتقدون صحتها وإصابتها للحق وهي نبذة من طلامس هاروت وماروت، لا قوة إلا بالله!

  وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}⁣[النور: ٦٣] وأمره هو قوله ÷ وفعله وتقريره.

  وفي هذا الصدد قلت شعراً:

  وحايدٍ عن سنة المصطفى ... في محوها يا صاح كم أوجفا

  فليس منّا مَن غدا معرضاً ... عن هدي أحمدْ رُسْلِهِ أوْ جفا⁣(⁣١)


(١) أو جفا الأولى كلمة واحدة بمعنى أسرع. وأوجفا الثانية مكونة من كلمتين: أو: حرف عطف، وجَفَا فعل ماض من الجفاء ففي الكلمتين من البديع: الجناس التام اللفظي والخطي.