تمهيد:
  
تمهيد:
  الشوكاني من الشخصيات التي خرجت عن عقائد الزيدية أصولاً وفروعاً بدعوى الاجتهاد ومن تتبع كتبه عرف أن القاضي محمد علي الشوكاني لا يمت إلى الزيدية بصلة بل إنه بخلاف ما تدين به الزيدية أصولاً وفروعاً أما من ناحية أصول الدين - وهو أهم جامع يجمع الزيدية بغيرها - فيكفي برهاناً على صحة ما نقول تفسيره المسمى فتح القدير وكذا رسالة التحف في مذهب السلف وغيرهما حيث أظهر أنه من الحشوية المجسمة بإمراره آيات الصفات على ظاهرها، إضافة إلى قوله بالرؤية وإقراره بالشفاعة لأهل الكبائر كما في فتح القدير، ولا يسع المقال لذكر أوجه الخلاف بين الزيدية وبين الشوكاني وسنذكر بعضاً من ذلك، وأما من ناحية الفقه فكتبه الفقهية تنبي عن ذلك كالسيل الجرار ووبل الغمام وغيرهما فقد بذل جهده في نقض وتضعيف ما رواه أئمة الزيدية حتى لو أدى إلى إنكار ما أجمعت عليه الأمة بل إنه لم يكتف بهذا بل يعمد في بعض المواضع إلى ذكر ألفاظ نابية تسيء إلى جناب أهل البيت والحط من قدرهم وتجهيلهم في علم الحديث رواية ودراية وأنهم يكلفون العباد ما لم يكلفهم الله تعالى به و ... و ... إلخ وهذا ما يدل على أنه قد تأثر بمذهب ابن تيمية كما أشار إليه عبدالعزيز المسعودي في كتابه(١) والذي ساعده على نشر كتبه وترويجها دعم إمام صنعاء في وقته المهدي عبدالله له وتنكيل وتشريد خصومه من العلماء الأعلام ليبقى الجو صافياً للشوكاني وأضرابه، إضافة إلى أنه سخر موارد الدولة من الزكوات وغيرها لخدمة أهدافه وغاياته وهو يتربع على كرسي القضاء كما أشار إلى ذلك الدكتور عبدالعزيز المسعودي في كتابه الشوكانية الوهابية(٢).
  {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا} فقد أفصح عن ذلك تلميذ الشوكاني الفقيه العلامة محمد بن علي العمراني في كتابه «إتحاف النبيه» لدينا منه نسخة مصورة بخط العمراني
(١) ص ٢٩٠.
(٢) ص ٣٠٦.