الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة
  وفي مسند أبي كعب من «المختارة» ج ٤ ص ٤١٩ روى المقدسي - على شرط البخاري ومسلم -: عن أبي بن كعب أن رسول الله ÷ كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} قال في الحاشية: إسناده صحيح، رواه عبد بن حميد (المنتخب ١٧٦) ورواه الدارقطني في «سننه» ٢/ ٣١. اهـ المراد.
  وفي مسند أنس بن مالك من «المختارة» أيضاً - ج ٣ ص ٤٣: روى بسنده إلى أنس أن النبي ÷ كان يقرأ في الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} اهـ المراد.
  أما بحث الشوكاني فليس فيه إلا شوك بلا ورد، ونفايات برزت من صدره من بين غل وحقد على آل بيت رسول الله، وبهذا تأيد ما نقله الإمام عن الحسن البصري، فلا تسمع لمن هو كما قيل: «وبعضُ الناس يَخْلُق(١) ثم لا يَفْري»، وأما المشتغل بواجبه فنحن لا نزعجه، والأئمة الأطهار لا يعيبونه، ومتى فرغ من عمله ومن خدمة أهل المحل قدم إلى آل بيت رسول الله ÷ والعلم عندهم وهم أهل الذكر الذين أوجب الله سؤالهم، وهم المعنيون بقوله الفرزدق:
  من معشر حبهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتَصمُ
  وإذا لاحظت كلام صاحب «الروض النضير» - بَلَّ اللَّهُ ثراه برحمته - ثم رجعت إلى شوك بلا ورد ظهر لك أن العلم هو كالغيث، وقد شبه رسول الله ÷ ما جاء به بالغيث، وليس بنافع على الإطلاق، بل لا ينفع الأجادب وإنما ينفع الأرض الطيبة التي تنبت وتعطي الجزيل، وأما الأرض التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت ما ينتفع به الناس فهذا مَثَل للعالم الذي انتفع ولمن لم ينتفع ولا نفع.
  ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يحفظُ اليدا؟!
(١) يخلق أي يُقَدِّر - ثم لا يفري: أي ثم لا يقطع.
وصدره: ولأنت تَفْرِي ما خلقت ... إلخ. تمت شيخنا.