وجوب تعريف المريض بالله وما يجوز عليه وما لا يجوز
وجوب تعريف المريض بالله وما يجوز عليه وما لا يجوز
  قال الشوكاني: «قوله: ولن يعلم ذلك حتى يفرق بين ذات الصانع الحكيم وبين سائر الذوات ويعرف ما يجوز عليه من الأسماء ... إلخ، أقول: العلم المعتبر في الإسلام والإيمان والنجاة هو أن يعلم أنه لا إله إلا الله وأنه ليس كمثله شيء وأنه لا يحيط به علماً فعلمه بأنه لا إله إلا هو هو التوحيد وعلمه بأنه ليس كمثله شيء هو التنزيه عن التشبيه، وأما معرفة التدقيقات المبنية على شفا جرف هار التي شغل بها المتكلمون أنفسهم وشغلوا من بعدهم فما تعبد الله بمعرفتها أحداً من خلقه فقد درج خير القرون وهم منها في عافية فإن كان ذلك هو مراد المصنف فقد كلف العباد ما لم يكلفهم الله تعالى، وأفرط في ذلك حتى جزم بأن التوبة لا تنفع من لم يعلم به - بالله تعالى - وجعل من جملة ما يتوقف قبول التوبة عليه معرفة ما يجوز على الله تعالى من الأسماء والصفات وما لا يجوز، وهذا حد لا يُبلغ إليه على مصطلح المتكلمين إلا من شغل شطراً من عمره في تلك المعارف، وأطم من هذا وأعمُّ اعتبارُ معرفة ما يجوز أن يفعله وما لا يجوز وما يتفرع على ذلك - كما صرح به المصنف - فإن معرفة هذا على التحقيق باعتبار الاصطلاح الحادث والعلم المبتدع لا تحصل إلا لمن كان مبرزاً في العلوم، والحاصل أن علم الكلام - باعتبار الاصطلاح - ليس هو من العلم المعتبر! في كمال الإسلام والإيمان في ورد ولا صدر، وهذا لا يعرفه على التحقيق إلا من طول الباع في هذا العلم، ولهذا عرف حقيقته من عرفها من أئمته المتبحرين فيه حتى تراجع اختيارهم إلى استحسان دين العجائز! وكما قال الرازي:
  ولم نستفد من بحثنا طول دهرنا ... سوى أن عرفنا منه قيل وقالوا!» اهـ كلامه
  أقول:
  لا تعجبي يا سلمُ مِن رجلٍ ... جَمَحَ الإباقُ بلُبِّه فكَبَا
  قد كان يُحسن في شبيبته ... واليوم يُخطي كلما كتبا