الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

دعوة وهابية لهدم القبة المحمدية

صفحة 456 - الجزء 1

  وأنها حملت منه ونسبوا إليه شرب الخمر، وأنكروا نبوة سليمان وقالوا: كان ملكاً حكيماً بنى ملكه على السحر، ورموا مريم ببهتان عظيم كما في القرآن الكريم، كما اتهموا عيسى في نسبه فكيف تتفق إذايتهم الأنبياء مع اتخاذ قبورهم مساجد؟! هذا غير معقول.

  ثالثاً: أن الله أخبر أن اليهود قتلة الأنبياء فقال سبحانه: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}⁣[البقرة: ٦١] وقال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُون}⁣[البقرة: ٨٧] أفادت هذه الآية أن حال اليهود مع الأنبياء دائر بين أمرين: التكذيب والقتل، وقال سبحانه: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُون}⁣[البقرة: ٦١] وقال تعالى: {وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ}⁣[آل عمران: ١٨١]، {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}⁣[آل عمران: ١٨٣]، {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ١٥٦ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ}⁣[النساء: ١٥٥ - ١٥٧] فتاريخ اليهود ملطخ بدماء من قتلوا من الأنبياء والصالحين ومن نجا من قتلهم لم ينج من تكذيبهم وإذايتهم فكيف يتخذون قبور أنبيائهم مساجد؟! هذا غير معقول. اهـ المراد باختصار.