(أبو خالد الواسطي)
  لأنهم ناطقون بكلمة الشهادة ولهم صحبة فضلاً عن رؤية.
  ما سلم الله من بريته ... ولا نبي الهدى فكيف أنا
  قد قيل إن الإله ذو ولد ... وسيد المرسلين قد كهنا
  وعما قريب ذكرت بغضهم أبا طالب وسببه، وأنه ذبه عن الدعوة الإسلامية ومحاولة حصرها في عشيرته، وهاهنا دون نشر ثمرتها، وخلاصة أحكامها التي رواها ابن رسول الله وأي حامل لوائها في كل معركة.
  وقد عز على خصوم زيد # الطعن في زيد وهو إمام الأئمة وهادي هداة هذه الأمة، ويريدون سد الطريق بين الناس وبين ما رواه عن آبائه محاولة منهم لإطفاء نور الله فعمدوا إلى خاصته وعيبة علمه فطعنوا فيه وكأنهم لا يعلمون أنه طعن في أستاذه وإمامه، وأن المرء على دين خليله، وأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
  ولا يخفاك أن تمام الألفة بين قلبين أو قلوب لا سبيل للمال إلى تحصيلها ولا لأي شيء من خلاق الدنيا وإنما هو منوط باتحاد الهدف وقرب الروح من الروح ومنه الحديث «المرء على دين خليله» وقوله: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف»، فإذا اتفق الروحان واتحد الهدف النبيل كانا روحاً واحدة في جسدين، وإن بَعُدَ النسب، فالهاشمي القرشي يصادق الفارسي والرومي على نبل المبدأ ويعادي أخاه في النسب ويحاربه ويقاطعه، ذلك أن الإسلام عقد العرى بين المتباعدين وأزال الحواجز والفوارق وأقامها بين مختلفي نسب إن اتفقا روحاً وهدفاً وبهذا ارتقى سلمان إلى درجة آل بيت رسول الله فقال ÷: «سلمان منا أهل البيت» وحقت اللعنة على أبي لهب، وهذه الألفة والمحبة لا يزيدها ولا ينقصها مال، ولا يقهرها سلطان؛ لأنها بنيت على اتصال الروح بالروح، والروح لا يلحقه الفناء، فما هو الجامع بين زيد وأبي خالد؟ هل عند زيد مال المسلمين أو بيده ولاية؟ ولماذا ترك خالد ولاءَ مَن بيدهم ذلك كما فعل بعض أصحاب الحديث، واختار زيداً! نعم: الذي جمع بين زيد وأبي خالد هو الهدف ونبل