(أبو خالد الواسطي)
  الغرض: الذب عن نهج رسول الله وإحياء بطولة الحسين سبط رسول الله ÷ وحماية مقدسات القرآن ومحارمه وبث ثمار الشريعة في الآفاق؛ لأنها خلاصة الدين، ولما كان البَعْض يكنّ القلى لهذا البيت وعز عليهم الطعن في زيد، وأرادوا طمس النور العلوي النبوي لينضم الناس إليهم ويأتموا بهم ويتركوا سفينة النجاة وسبيل الهداة، على أنهم - إلا من عصم الله - لا يقيمون لعلماء آل بيت رسول الله وزناً، فقد ردوا رواية الإمام الصادق وكذا النفس الزكية وغيرهما من أعلام بيت النبوة وكأنهم يرون هذا جواباً لقوله ÷: «إني سائلكم عنهم» «كيف تخلفوني فيهم» يعني سنقول له: أنكرنا علمهم، ورددنا روايتهم، ودحضنا إجماعهم، وطَعَنّا في بطانتهم وحاضنهم فجعلنا حبهم وتقديمهم علة قادحة في عدالتهم وسبباً لرد روايتهم.
  نعم: إذا كنا نحن ومن سبقنا قد تتبعنا ما في المسند الشريف من رواية أبي خالد | عن شيخه الإمام الأعظم زيد بن علي # عن آبائه $ فوجدناه غير خارج عما في أمهاتهم المعتمدة، وحكموا باتصال ذلك إلى رسول الله ÷ وأنه قاله، وأن الاختلاف في لفظ الحديث لا يؤثر فيه، فما وجه الطعن في رواية الإمام زيد؟! ومع هذا لا نبالي بطعنهم على أن قدحهم فيه أنه شيعي مع أن هذا تعديل لو أنصف الناظر.
  ثم كيف نسمع منهم أي قدح وقد تلقاه أهل البيت الطاهر صغيراً عن كبير بالسند القوي متصلاً إلى إمام الأئمة زيد بن علي #، كما حصلناه نحن وسمعناه رواية عن شيخنا مفتي الجمهورية أحمد محمد زبارة | عن أشياخه متصلاً بالإمام زيد #، ومع هذا فقد قبلوا رواية الخوارج كعكرمة وعمران بن حطان بعلة تحريهم الصدق! وقبلوا ما رواه عمرو بن سعد قاتل الحسين، لعن الله الأول، وصلوات الله على سبط رسول الله، وقد صح عن النبي ÷ أن الخوارج مارقة كلاب أهل النار، وقبلوا رواية عمرو ومعاوية ومن معه، وقد رووا حديث «ستقاتل بعدي القاسطين»! وقرأوا قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا}[الجن: ١٥] إذا تقرر هذا وعرفت أبو خالد من هو؟ وجليس مَنْ؟ وتلميذ مَنْ؟ فهل يجوز أن يبقى بلا ناقد وبلا حاسد؟! إنما يبقى