الفرق بين الفقير وبين المسكين
  الصدقة على مسكين الفقر، والنصرة لمسكين الذلة، وإليه الرغبة في الصدقة على مسكيننا بالنصرة والغنى، ونيل المنى، إنه حميد. اهـ المراد.
  سأكتفي بهذا، والكلام يطول، والذي تطمئن إليه النفس ويسكن إليه القلب مما نقلنا عن علماء أعلام إنما اعتماده على اللغة وكتاب الله وسنة رسوله ÷، أن الفقير أسوأ حالاً من المسكين، وأن الفقر صفة جامعة لهما، وبها استحقا الصدقة، أما المسكنة فلا يلازمها الفقر، كما بينت مما قدمت لك، فالمسكين فقير، ولو لم يكن فقيراً لما حلت له الصدقة والفقير فقير.
  فإن قلت: قد عُطِف المسكين على الفقير والعطف دليل التغاير؟
  قلتُ: يكفي مسوغاً للعطف بين الشيئين اختلاف الاسم وإن اتحدت الذات، ألا ترى إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}[البقرة: ١٥٧] كيف عطف الرحمة على الصلوات، والعلماء يقولون: (إن الصلاة من الملك سبحانه هي الرحمة) فاكتفى للعطف باختلاف الاسم وإن اتحد المسمى، ومثله: ذاك خليلي وذو يواصلني، وهو من شواهد «القطر»، فالمعطوف عليه وهو «خليلي» هو ذات المعطوف.
  ثم عليك التأمل فيما نقلته وتعبت في تحصيله قصداً للإفادة ونيل الأجر وللتخلص من زامل صاحب شوكان الذي لا يستندل إلى لغة ولا كتاب ولا سنة، ثم لا يخجل أن يقول: «إنه يتحتم المصير إلى ما قررناه» اهـ. يا سيلاه يا بحراه، الله يزكينا عقولنا.