ثم إنه قد جعل الإضافة في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}⁣[التوبة: ١٠٣] عهدية، ولا دليل له على ما ادعاه من العهد، فهلا جعل من انتظمته الآية من الفقراء والمساكين وغيرهم هم المعهودين من الموجودين دون غيرهم ويكون له شاهد من قول النبي ÷: «أمرت أن آخذها من أغنيائكم وأضعها في فقرائكم»؟! وهل هي طهرة لصاحبها إذا سلمها لشارب أو زانٍ وهو يعلم بحاله ويترك مسلماً مصلياً صائماً؟! وهكذا هو الشوكاني قد جرّد قلمه حتى للدفاع عن أهل الذمة قريباً، ونبذ فعل عمر وإجماع الصحابة، وعمل السلف والخلف!

  ففي بحثه الأول يدافع عن اليهود وهاهنا يدافع عن الفسقة! وصدق الله القائل: {وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}⁣[النساء: ١٠٥] أي مخاصماً تخاصم عنهم وتتوكل لهم، {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}⁣[النساء: ١٠٧].