(الدلالة)
  تحتمل أن الراوي زادها ... إلخ» اهـ كلامه.
  وقد أَشْبَهَ السموأل في قوله:
  وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول
  وكذا الحديث الشريف: «ما بال أحدكم يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجِذْع(١) في عينه»، ثم اعلم أن الفقيه قد ذكر دلالة المطابقة والتضمن والالتزام وهو خروج عن قوانين علم الأصول، وبمعزل عن التحقيق، فقد جعل فيما كان مدلولُه مفرداً مطابقة والتزاماً، وهو جهل بيّن، وخطأ متعيِّن.
  وسأوضح لك الحقيقة فيما يلي:
(الدلالة)
  وهي المستفادة من الدليل، وهي وضعية، وهي ثلاثة أقسام: -
  دلالة مطابقة: وهي دلالة الكلمة على كلِّ ما وضعت له، يعني أنها وضعت لتدلَّ على متعدد لا على شيء واحد معيّن، مثالها: دلالة كلمة «سيارة» على المرْكَبَةِ المعروفة السليمة من النقص، فهي تدل على كل أجزائها [إطاراتها وأبوابها والمكينة والقاعدة ... إلخ].
  ودلالتها على بعض ما ذكرنا تضمن، والدلالات الثلاث [المطابقة والتضمن والالتزام] في قوله تعالى: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: ١٨٧]، فدلالة الآية على جميع ما ذكر مطابقة، ودلالتُها على بعض تضمنٌ، أما دلالة الالتزام فهي دلالة الآية على جواز أن يُصْبح الصائم جنباً؛ لأنه إذا حل له أن يجامع إلى أن يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر فُهِمَ منه - التزاماً - جواز أن يُصبح الصائم جُنُباً.
(١) الجذع: ساق النخلة والمراد به هنا الشيء الكبير.