الاكتحال لا يفطر الصائم

  ذكر الإمام #: أن الكحل لا يفطر، وأن ذلك إجماع أهل البيت $ وأن الخلاف قد روي عن غيرهم. اهـ.

  قال الشوكاني: «قوله: ولا خلاف أن الكحل لا يفطر ... إلخ. أقول: قد استدرك المصنف هذه الحكاية للإجماع بأنه الإجماع الخاص - أي إجماع أهل البيت - وليس ذلك بصحيح كما يعرف ذلك من عرف مصنفاتهم، ثم لم يذكر المصنف ما ورد مما يدل على أن الكحل يفسد الصوم» اهـ كلامه.

  أقول: أخرج أبو داود بسنده إلى عبدالرحمن بن النعمان بن معبد بن هَوْذة، عن أبيه، عن جده، عن النبي ÷ أنه أمر بالإثمد المروَّح عند النوم، وقال: (ليتقه الصائم). قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر، يعني حديث الكحل. اهـ المراد. قال صاحب (عون المعبود) ج ٥ ص ٢٥٥ ما لفظه: وقد استدل بهذا الحديث ابن شبرمة، وابن أبي ليلى، فقالا: إن الكحل يفسد الصوم، وخالفهما الفقهاء وغيرهم؛ فقالوا: الكُحْل لا يفسد الصوم، وأجابوا - أي الفقهاء وغيرهم - عن الحديث بأنه ضعيف لا ينتهض للاحتجاج به؛ واستدل ابن شبرمة، وابن أبي ليلى بما أخرجه البخاري تعليقًا، ووصله البيهقي، والدارقطني، وابن أبي شيبة من حديث ابن عباس بلفظ: «الفطر مما دخل، والوضوء مما خرج». قال: (وإذا وجد طَعمه فقد دخل) ويجاب: بأن في إسناده الفضلَ بن المختار، وهو ضعيف جدًّا، وفيه أيضًا شعبة مولى ابن عباس، وهو ضعيف، وقال ابن عدي: الأصل في هذا الحديث - أي الأخير - أنه موقوف، وقال البيهقي: لا يثبت مرفوعًا، ورواه سعيد بن منصور موقوفًا من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عنه، ورواه الطبراني