الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

صحة صيام من أصبح جنبا من الليل

صفحة 43 - الجزء 2

  يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}⁣[البقرة: ١٨٧] كما أشار إليه الإمام.

  وإذا حل له الوطء إلى آخر جزء من الليل فقد جاز أن يصبح جنبًا بمفهوم الإشارة، وهم أهل اللسان، إضافة إلى فعله ÷.

  أما حديث أبي هريرة الذي ردّه الإمام ودعمه الشوكاني وجعله سببًا للحكم على الأمة والفعل النبوي خاص بالنبي ÷ فهو حديث لا يجوز نسبته إلى النبي ÷؛ لأنه كذب عليه كما سترى ذلك مما يلي:

  ١ - موطأ الإمام مالك ج ٢ ص ١٦٠ ولفظه: وحدثني عن مالك، عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أنه سمع أبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام يقول: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم وهو أمير المدينة، فذُكِر له أن أبا هريرة يقول: «من أصبح صائمًا جنبا أفطر ذلك اليوم»، فقال مروان: أقسمت عليك يا عبدالرحمن لتذهبن إلى أميَّ عائشة وأم سلمة فلتسألنهما عن ذلك؟ فذهب عبدالرحمن، وذهبتُ معه حتى دخلنا على عائشة، فسلم عليها، ثم قال: يا أم المؤمنين إن كنا عند مروان بن الحكم، فذكر له أن أبا هريرة يقول: «من أصبح جنبًا أفطر ذلك اليوم»؟ قالت: عائشة: ليس كما قال أبو هريرة يا عبدالرحمن لا والله، قالت عائشة: فأشهد على رسول الله ÷ أنه كان يصبح جنبًا من جماع غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم، قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة فسألها عن ذلك؟ فقالت مثلما قالت عائشة، قال: فخرجنا حتى جئنا مروان بن الحكم، فذكر عبدالرحمن ما قالتا، قال مروان: فأقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي؛ فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرض العقيق فلتخبرنه ذلك، فركب عبدالرحمن وركبت معه حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبدالرحمن ساعة، ثم ذكَرَ له ذلك، فقال له أبو هريرة: لا علم لي بذلك إنما أخبرنيه مُخْبِرٌ. اهـ المراد.

  هذا هو حديث أبي هريرة الذي يدعمه الفقيه، ويجعله نصًّا في الحكم على الأمة: من