الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

أشهر الحج

صفحة 106 - الجزء 2

  الآخر، فحوَّل رسول الله يديه من الشق الآخر على وجه الفضل حتى أتى محسِّرًا⁣(⁣١) فحركه قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف⁣(⁣٢) رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليًّا # فنحر ما غَبَرَ⁣(⁣٣)، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببَضْعة⁣(⁣٤)، فجُعلت في قِدْرٍ فطبختْ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله ÷ فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبدالمطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: «انزعوا بني عبدالمطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم» فناولوه دلوًا فشرب منه. اهـ المراد.

  قل للفقيه: هل بعد هذا من بيان؟! لو فرضنا أن في النص بعض إجمال، وطعن فيه بعض من لا خير فيه؛ فواجب المسلم أن يلتمس الرد؛ دفاعًا عن النص القرآني، لا أن يثير الضباب والدخان أمام النص، ويشكك فيه، وكأن الله خاطب عباده وأوجب عليهم العمل بما لا يُعْلَم! لا قوة إلا بالله!.


(١) هو مكان يقع بين منى والمزدلفة.

(٢) الخذف: هو الرمي برؤوس الأصابع، أو وضع طرف الإبهام على طرف السبابة ورميها وقدر حصى الخذْف: دون الأنملة.

(٣) أي ما بقي.

(٤) ببضعة: أي بقطعة من لحم.