إحرام عمرة التمتع في أشهر الحج فقط
صفحة 165
- الجزء 2
  عني مناسككم»، وقد اتضح لك مما رقمته صحةُ ما نقله الإمام وسلامتُه من مخالفة الهدي النبوي، وأنه في النهج الذي رسمه ÷ لأمته عن أمر الله لا عوج فيه ولا أمت، غير متجانف عن هدى، ولا ميل إلى هوى. ولا أدري هل خفيت هذه كلُّها على الفقيه أو علمها ورغب عن العمل بها؟! الأول: لا سبيل إلى ظنه؛ لأنها من أوليات المعلومات. وليته إذ رَغِبَ عن العمل بها كفَّ قلمَه عن صد الناس عنها والدعوة إلى غيرها.
  ثم إن الإنسان في كل أمر محسوس أو معقول إذا كان بين أمرين متقابلين، كلما تَوَجَّهَ إلى أحدهما تَوَارَى عن الآخر، فكلما تَوَجَّه إلى المغرب انحرف عن المشرق، وإلى الشمال انحرف عن الجنوب وإلى السنة انحرف عن البدعة، وإلى البدعة انحرف كليًّا عن السنة حتى يدعوَ إلى نبذها، وتَرْك العمل بها، ويشكك في صحتها رغم كل ما ورد!