الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

وقت صيام المتمتع الذي لا يجد الهدي

صفحة 198 - الجزء 2

  ويكون آخر الثلاثة يوم عرفة، وبه قال طاوُس، وروي ذلك عن عطاء، والشعبي، ومجاهد، والحسن، والنخعي، وسعيد بن جبير، وعلقمة، وعمرو بن دينار، وأصحاب الرأي، وروي عن ابن عمر، وعائشة: أن يصومهن ما بين إحرامه بالحج ويوم عرفة. اهـ المراد.

  وفي (بداية المجتهد) ج ١ ص ٣٨٤ ما لفظه: وأجمعوا على أنه إذا صام الثلاثة الأيام في العشر الأول من ذي الحجة أنه قد أتى بها في محلها؛ لقوله سبحانه: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ}⁣[البقرة: ١٩٦]، ولا خلاف أن العشر الأول من أيام الحج. اهـ المراد.

  نعم: وفي (تفسير البغوي) ج ١ ص ١٧٨ ما لفظه: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} أي: صوموا ثلاثة أيام، يصوم يومًا قبل التروية، ويوم التروية، ويوم عرفة، ولو صام قبله بعدما أحرم بالحج جاز. اهـ المراد.

  وفي (الكشاف) ج ١ ص ٢٤١ ما لفظه: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ} أي في وقته، وهو أَشْهَرُهُ ما بين الإحرامين. والأفضل أن يصوم يوم التروية، ويوم عرفة، ويومًا قبلهما. اهـ المراد.

  وفي (معاني القرآن) للفراء ج ١ ص ١١٨ ما لفظه: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ} الهَدْي صام ثلاثة أيام يكون آخرها يوم عرفة، ويومان في العشر. اهـ المراد.

  وقد أسلفت لك عما قريب أن كلام الناقد مجرد عن الفائدة، وترصيف كلام، وتهريج لا يستند إلى نور من هدي رسول الله ÷، ولا إلى إجماع من صحابة أو تابعين، ولا أدري ما هو الحامل له على نفخ في الكير بلا نار، وتعاطي الأمور بلا خبرة، ومضي في سبيل مظلم بلا أنيس، ودعوة إلى نِزَال بلا سلاح؟!

  نسأل الله السلامة من مثل هذه المزالق؛ فليس إليها من داعٍ سوى عصبية لهوى النفس، ولا شك أنه داء منشأُهُ عدم معرفة الإنسان نفسه، أو عدم مخافته من ربه، نسأل الله أن يجعل بينها وبين أوليائه حجابًا مانعًا، وسترًا دافعًا، حتى لا يتردى فيها إلا من ضَلَّ على عِلْمٍ، ونسأله أن يرزق المؤمنين ولايته، وأن يخرجهم من ظلمات الجهل والعصبية الوَبيّة، إلى روضة السنة المحمدية.