الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

فضل زيارة قبر النبي ÷

صفحة 230 - الجزء 2

فضل زيارة قبر النبي ÷

  قال الشوكاني: «قوله: فصل: في زيارة قبر النبي ÷ ... إلخ. أقول: هذه الأحاديث المذكورة في هذا الفصل ما عدا الثلاثة الأخيرة منها هي ما بين موضوع وضعيف لم يبلغ شيء منها إلى رتبة الصحة أو الحسن. وأما الثلاثة ألأخيرة فصحيحة» اهـ كلامه.

  أقول: قال الشوكاني: «ليست الأحاديث التي أوردها الإمام صحيحة إلا الثلاثة الأخيرة» اهـ هَبْ أنه لم يصح منها إلا حديث واحد ألا يكفي؟! ويكون دافعًا ومُلْزِمًا وحافزًا مع ما يحمله المؤمن في قلبه من محبة رسول الله ÷، وما فيها من رضا الله سبحانه، والأجر الجزيل. وإضافة إلى ما أورده الإمام | إليك ما يلي من (المغني) ج ٥ ص ١٠٨ ولفظه: يستحب زيارة قبر النبي ÷؛ لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي». وفي رواية: «من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه باللفظ الأول سعيد. وقال أحمد في رواية عبدالله عن يزيد بن قُسَيْط، عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «ما من أحد يسلم عليَّ عند قبري إلا رد الله عليَّ روحي حتى أردَّ #» اهـ المراد، وفي ص ١٠٩: ويروى عن العتبي قال: كنت جالسًا عند قبر النبي ÷ فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ⁣(⁣١) فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}⁣[النساء: ٦٤]، وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشد:

  يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن البان⁣(⁣٢) والأكم⁣(⁣٣)

  نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم


(١) أي حيًّا وميتًا.

(٢) نوع من الأغصان.

(٣) جمع أكمة وهي الجبل الصغير.