الإفراد أفضل أنواع الحج
  عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله لا نرى إلا الحج. وللبخاري من وجه آخر عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة ..... مهلين بالحج.
  وفي مسلم: عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عائشة: ..... لا نذكر إلا الحج، وفي مسلم أيضا: ملبين بالحج، وأخرج أبو داود في (سننه)، باب إفراد الحج بسنده عن جابر: فأهللنا مع رسول الله ÷ بالحج خالصًا لا يخالطه شيء.
  ومنهم من رجح القران؛ لحديث: «أمرني ربي ...»، ومنهم من رجح التمتع؛ لحديث: «لو استقبلت من أمري ...» الحديث. وقد عقد في (السنن الكبرى) بابًا مستقلا فقال: باب من اختار الإفراد ورآه أفضل في الجزء الخامس ص ٣ أورد فيه حديث عائشة من عدة طرق، وأن الناس خرجوا لا يريدون إلا الحج، وأن النبي ÷ أحرم بالحج مفردًا. وروى حديث جابر، وفيه: لا نذكر إلا الحج ولا نعرف العمرة. وقد مر تسجيل حديث جابر بكماله.
  وإليك نص (شرح الأزهار) ج ٢ ص ١٨٧ ولفظه: فصل: وأفضل الحج الإفراد مع عمرة تضاف إليه بعد أيام التشريق، ثم القران أفضل من التمتع، ثم العكس. اهـ المراد.
  ثم حكى عن الباقر، والصادق، والناصر، ومالك: أن التمتع أفضل، ثم القران، ثم الإفراد، وأنه قد روي عنه ÷ أنه حج قرانًا، وقيل: تمتعا، وقيل: إفرادا. اهـ.
  خذها بكل تواضع، ولا دعوى، ولا يَنْحَيْت.
  والظاهر أن أفضل أنواع الحج الإفراد؛ لسلامته من الجناية، ولمشقته، وقد قال ÷: «أجرُكِ على قدر تعبك».
  ثم قال الشوكاني: «ولجعلتها عمرة يعني كما فعل أصحابه عن أمره ... ولا اعتبار بقوله من قال: إنه إنما قال ذلك تطييبًا لقلوب أصحابه؛ حيث حجوا تمتعاً» اهـ كلامه.
  أقول: قول الشوكاني: «إن أصحابه حجوا تمتعاً عن أمره ÷» اهـ. يوهم أنهم كلهم