الجني الداني في مناقشة الشوكاني،

أحمد بن لطف الديلمي (معاصر)

الإفراد أفضل أنواع الحج

صفحة 249 - الجزء 2

  حجوا تمتعاً وفيه نظر، ففي (البخاري) و (مسلم) من حديث عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله عام حجة الوداع، فمنا من أهلَّ بعمرة، ومنا من أهلَّ بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج، وأهل رسول الله بالحج، فأما من أهل بعمرة فحلَّ، وأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر. اهـ، وكذا مثله عن جابر وأنس.

  وقال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) ج ٣ صـ ٥٠٢ ما لفظه: وذهب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أن التمتع أفضل، لكونه ÷ تمنّاه فقال: «لولا أني سقت الهدي لأحللت» ولا يتمنى إلا الأفضل، وهو قول أحمد بن حنبل في المشهور عنه، وأجيب بأنه إنما تمناه تطييباً لقلوب أصحابه، لحزنهم على فوات موافقته، وإلا فالأفضل ما اختاره الله له واستمر عليه .... إلى أن قال ابن حجر: وعن أحمد: من ساق الهدي فالقران أفضل له، ليوافق فعل النبي ÷، ومن لم يسق الهدي فالتمتع أفضل له، ليوافق ما تمناه وأمر به أصحابه، زاد بعض أتباعه: ومن أراد أن ينشي لعمرته من بلده سفراً فالإفراد أفضل له، قال: وهذا أعدل المذاهب وأشبهها بموافقة الأحاديث الصحيحة فمن قال: (الإفراد أفضل) فعلى هذا يتنزل، لأن أعمال سفرين للنسكين أكثر مشقة فيكون أعظم أجراً ولتجزئ عنه عمرته من غير نقص ولا اختلاف ..... إلخ. ا هـ المراد.

  وفي (الحجة على أهل المدينة)، لابن الحسن الشيباني ج ٢ ص ٥٦: أخبرنا محمد، قال: أخبرنا مالك، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل، عن سليمان بن يسار: أن رسول الله عام حجة الوداع كان من أصحابه من أهل بحجة، ومنهم من أهل بعمرة، ومنهم من جمع بين الحج والعمرة. اهـ المراد.

  قال الزرقاني في (شرح الموطأ) ما لفظه: مَنْ أهل بحج مفرد وهم أكثرهم. اهـ المراد.